تحدث عماد أبو شاويش، الصحفي من قطاع غزة، عن الوضع المتقلب والمعقد في القطاع خلال الأيام الماضية، مشيرًا إلى أن إطلاق النار وقتل المدنيين لم يتوقف بشكل كامل رغم تراجع حدة العنف نسبيًا.
ولفت أبو شاويش، في مداخلة ضمن برنامج "أول خبر"، إلى أن القتل الجماعي ما زال قائمًا في مناطق مختلفة من غزة، حيث قُتل خمسة مدنيين كانوا يتفقدون منازلهم في حي الشجاعية، إضافة إلى آخرين في مناطق شرق خان يونس، مما يؤكد أن العنف لا يزال حاضرًا في ميدان القتال.
وأوضح أن المعالم التي تشير إلى توقف الحرب ليست واضحة حتى الآن، وأكد أن تدمير البنى التحتية يكاد يجعل من الصعب جدًا تحديد المناطق وحدودها بسبب الكم الهائل من الدمار والأنقاض التي غمرت الشوارع والطرقات.
وأوضح كذلك أن العديد من المناطق مثل وسط غزة وحي الزيتون باتت عبارة عن مدن أشباح بعد تدمير آلاف المنازل وشبكات الكهرباء والمياه، معتبراً أن الأضرار تقدر بملايين الدولارات.
وأشار إلى عمليات القصف غير المعلنة وتحركات المدنيين بين الأنقاض والتي تؤدي إلى المزيد من الخسائر البشرية، خاصة مع نقص التأمين والتحذير المسبق. وأضاف أن المدنيين يحاولون العودة إلى منازلهم رغم المخاطر المحدقة، في ظل نقص كبير في المرافق الأساسية.
ما أشار أبو شاويش إلى المعاناة الكبيرة فيما يتعلق بفتح معبر رفح، حيث لا يزال المعبر مغلقًا جزئيًا من الجانب الإسرائيلي، ويحد بشكل كبير من دخول المساعدات الحيوية للقطاع. ولفت إلى أن كمية المساعدات التي دخلت لا تلبي الحد الأدنى من احتياجات السكان، مما يفاقم الأزمة الإنسانية المتصاعدة.
وفيما يتعلق بالاتفاقات الأمنية، أشار إلى أن تسليم سلاح المقاومة يشكل نقطة خلاف رئيسية، موضحًا أن المقاومة تعتبر سلاحها "خطاً أحمر" ولا تقبل بتسليمه لإسرائيل أو لأية جهة أخرى دون ضمانات واضحة.
وأكد أن إعادة إعمار القطاع ستبدأ في مناطق محددة مثل رفح، وهي الأقل تضرراً، إلا أن مدى تنفيذ هذه الخطط ما زال غير واضح بسبب تعقيدات الوضع الميداني والسياسي.
واختتم عماد أبو شاويش حديثه بتحذير من تصاعد الأزمة الإنسانية والدمار، داعيًا المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بمسؤولياته الإنسانية لإغاثة سكان غزة وتحقيق وقف حقيقي لإطلاق النار.