شن سلاح الجو الإسرائيلي، صباح اليوم الأحد، سلسلة غارات جوية استهدفت مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، بزعم الرد على ما وصفه بخرق اتفاق وقف إطلاق النار من قبل فصائل فلسطينية، وتأتي هذه الضربات بعد أيام من دخول الاتفاق حيز التنفيذ، وسط تحذيرات من أن التصعيد قد يهدد جهود التهدئة التي ترعاها أطراف دولية وإقليمية.
ثلاث غارات متتالية واستنفار أمني
أفادت وسائل إعلام عبرية، من بينها صحيفة "يديعوت أحرونوت" وهيئة البث الإسرائيلية، أن الجيش نفذ ثلاث غارات متتالية على أهداف في رفح، عقب تبادل لإطلاق النار مع مسلحين في المنطقة، حيث وقوع انفجار في آلية عسكرية إسرائيلية قرب رفح، ما دفع القيادة العسكرية إلى عقد جلسة أمنية عاجلة برئاسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لبحث الرد على ما وصفته بـ"الانتهاك الخطير" للهدنةالعربية.
توتر على الأرض وتحذيرات من التصعيد
تزامنت الغارات مع استمرار عمليات الحفر في منطقة حمد بمدينة خان يونس، بحثًا عن جثث جنود مفقودين، وفق مصادر إسرائيلية. كما بدأت القوات بترسيم ما يسمى بـ"الخط الأصفر"، الذي انسحبت إليه منذ العاشر من أكتوبر الجاري، في إطار تنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار.
ومن جهتها، اعتبرت حركة حماس أن قرار منع فتح معبر رفح حتى إشعار آخر يُعد خرقًا واضحًا للاتفاق، مطالبة الوسطاء الدوليين بالضغط لضمان الالتزام الكامل ببنوده، بما في ذلك إدخال فرق البحث والمساعدات الإنسانية.
ردود فعل وتحركات دبلوماسية مرتقبة
في ظل هذا التصعيد، يُتوقع أن تشهد الساعات المقبلة تحركات دبلوماسية مكثفة من قبل الوسطاء الدوليين، في محاولة لاحتواء الموقف ومنع انهيار الاتفاق. كما يُنتظر صدور بيانات من الأمم المتحدة والجهات الراعية للهدنة، لتقييم الوضع ومطالبة الأطراف بالعودة إلى الالتزام الكامل ببنود الاتفاق.
دعوات للتهدئة وتفادي التصعيد
وتسلط هذه الغارات الضوء على هشاشة اتفاق وقف إطلاق النار، وتكشف عن التحديات التي تواجه تنفيذه على الأرض. وفي بيان مقتضب، قالت هيئة البث الإسرائيلية: "الجيش نفذ الغارات ردًا على إطلاق نار من رفح، ويحتفظ بحق الرد على أي تهديد يمس أمنه."
ويبقى مستقبل الهدنة مرهونًا بمدى التزام الأطراف، وسط دعوات دولية متزايدة للحفاظ على التهدئة وتجنب العودة إلى التصعيد العسكري.
