أصيب شرطيان خلال احتجاجات نظمتها جماعة "الحريديم" في مدينة القدس، رفضاً لاعتقال المتهربين من الخدمة العسكرية، في تصعيد جديد ضمن سلسلة مظاهرات تشهدها المدينة منذ أسابيع.
تصاعد التوترات في شوارع القدس
بحسب بيان صادر عن الشرطة الإسرائيلية، شارك مئات المتظاهرين في الاحتجاجات التي تسببت في عرقلة حركة المرور وتعريض المشاة للخطر، وأشعل المحتجون النار في عدد من حاويات القمامة، كما رشقوا عناصر الشرطة بالحجارة وأشياء أخرى، ما أدى إلى إصابة اثنين من أفراد الأمن.
وأوضحت الشرطة أنها استخدمت وسائل متعددة لتفريق الحشود، من بينها مدافع المياه، واعتقلت اثنين من المشتبه بهم واقتادتهم للتحقيق، ولا تزال قوات الشرطة وحرس الحدود منتشرة في محيط موقع الاحتجاجات لضمان إعادة النظام واستئناف الحركة المرورية.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
خلفية الاحتجاجات
تأتي هذه الاحتجاجات في سياق رفض جماعة "الحريديم"، التي تمثل تياراً دينياً متشدداً، لقانون التجنيد الإجباري الذي يُلزم الشباب بالخدمة العسكرية، ويعتبر أفراد الجماعة أن الخدمة العسكرية تتعارض مع معتقداتهم الدينية، وقد نظموا مظاهرات متكررة خلال الأشهر الماضية اعتراضاً على الإجراءات الحكومية بحق المتهربين من التجنيد.
وتشهد مدينة القدس بين الحين والآخر مظاهرات مماثلة، يقودها طلاب من فصيل "القدس" التابع للحريديم، وغالباً ما تتخللها اشتباكات مع الشرطة، وسط دعوات من قيادات دينية لإلغاء القانون أو تعديله بما يتناسب مع خصوصية الجماعة.
ردود فعل رسمية
في بيان مقتضب، قالت الشرطة: "نحن ملتزمون بالحفاظ على النظام العام، وسنتعامل بحزم مع أي مظاهر عنف أو تهديد لأمن المواطنين"، وأضافت أن التحقيقات جارية مع الموقوفين، وأنها تتابع الوضع عن كثب لضمان عدم تجدد الاشتباكات.
تسلط هذه الأحداث الضوء على التحديات التي تواجهها السلطات في التعامل مع جماعات دينية ترفض الانخراط في الخدمة العسكرية، وتثير تساؤلات حول مدى قدرة الحكومة على تحقيق التوازن بين الالتزامات الأمنية واحترام الحريات الدينية، ومع استمرار الاحتجاجات، يبقى الملف مفتوحاً على احتمالات متعددة، في انتظار حلول سياسية أو تشريعية تضمن التهدئة والاستقرار.
طالع أيضًا:
وفد أمريكي رفيع يزور إسرائيل لبحث تثبيت وقف إطلاق النار في غزة