قال الدكتور صبري صيدم، أمين سر اللجنة المركزية لحركة "فتح"، إن حالة "الضبابية" التي يعيشها الملف الفلسطيني، خصوصًا في قطاع غزة، تتطلب تدخلًا دوليًا عاجلًا يتجاوز الجوانب الأمنية إلى الإعمار والإدارة.
ويرى "صيدم" أن ما يجري هو محاولة إسرائيلية متعمدة لإبقاء القطاع أرضًا محروقة ومنفصلة عن الضفة الغربية.
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "أول خبر"، على إذاعة الشمس، أن السلطة الفلسطينية أعدّت منذ أشهر خطة شاملة لإعادة إعمار قطاع غزة، حظيت بمباركة القمة العربية في مارس الماضي، وكذلك منظمة التعاون الإسلامي، وتبنّتها عدة دول لاحقًا.
وقال إن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يحاول إفشال هذه الخطة عبر إدامة الانقسام الجغرافي والإداري بين غزة والضفة، لمنع قيام دولة فلسطينية موحدة.
الاستراتيجية الفلسطينية الحالية
وأشار صيدم إلى أن الاستراتيجية الفلسطينية الحالية تقوم على مطالبة العالم "بالتدخل لفرض حل سياسي شامل، وإنفاذ قرارات الشرعية الدولية، بدلاً من ترك الشعب الفلسطيني ضحية للغطرسة الإسرائيلية".
وأضاف: "لا يمكن الاستمرار في دوامة السلاح أو المفاوضات غير المجدية. المطلوب سيناريو ثالث، تُفرض فيه تسوية عادلة تنهي التواجد الإسرائيلي وتمنح الفلسطينيين حقهم في تقرير المصير".
وصاية استعمارية جديدة
وانتقد صيدم محاولات استبدال السلطة الفلسطينية بجهات خارجية أو قوى أمنية دولية، معتبراً أن ذلك "إعادة إنتاج لوصاية استعمارية جديدة"، مؤكداً أن السلطة تمتلك القدرة والخبرة لإدارة قطاع غزة، وقد أدارت المشهد سابقاً "من الألف إلى الياء باستثناء الملف الأمني".
الحوار بين فتح وحماس
وعن جهود المصالحة الداخلية، أشار صيدم إلى أن الحوار بين "فتح" و"حماس" لم ينقطع رغم تعقيد الظروف، مؤكدًا ضرورة "تحقيق الوحدة الوطنية على قاعدة منظمة التحرير الفلسطينية ومرجعيتها القانونية والسياسية"، مضيفًا أن "هناك فيتو أمريكي وإسرائيلي واضح على المصالحة، لكن القرار الفلسطيني يجب أن يظل بيد الفلسطينيين أنفسهم".