تراجع غير مسبوق في موسم الزيتون.. خبراء يحذرون من أزمة زراعية واقتصادية

shutterstock

shutterstock

يعيش الفلسطينيون هذا العام موسم زيتون يوصف بأنه من أضعف المواسم منذ أكثر من عقد ونصف، في ظل تغيرات مناخية قاسية، وتراجع كميات الأمطار، إضافة إلى تداعيات الحرب التي دمرت مساحات واسعة من الأراضي المزروعة في قطاع غزة.


 


::
::


 

وقال المهندس رامز عبيد، مدير دائرة الزيتون في وزارة الزراعة الفلسطينية، إن إنتاج الموسم الحالي في الضفة الغربية وقطاع غزة تراجع بشكل كبير نتيجة للتغيرات المناخية التي أثرت على دول شرق المتوسط كافة، بما فيها الأردن ولبنان وسوريا وتركيا.


وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "أول خبر"، على إذاعة الشمس، أن الزيتون يشكل أكثر من نصف المساحات الزراعية في الضفة الغربية، ويعتمد عليه ربع الشعب الفلسطيني كمصدر رزق مباشر، إلى جانب رمزيته الوطنية والاجتماعية في تثبيت المزارعين بأرضهم رغم الاعتداءات المستمرة.


وأشار "عبيد" إلى أن قطاع غزة فقد بالكامل إنتاجه من الزيتون بعد تدمير ما يقرب من 65 معصرة و40 ألف شجرة، وهو ما كان يشكل نحو 15% من إنتاج فلسطين الإجمالي.


وتابع: "غزة كانت قد وصلت في السنوات الأخيرة إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي من الزيت بل وصدّرت كميات محدودة إلى الخارج، غير أن الحرب الأخيرة أنهت هذا القطاع الحيوي تمامًا".


أما في الضفة الغربية، يواجه المزارعون صعوبات في الوصول إلى أراضيهم الواقعة قرب المستوطنات، إلى جانب تراجع كميات الأمطار.


وأكد عبيد أن كل هذه العوامل مجتمعة جعلت الموسم الأضعف منذ سنوات طويلة، لافتًا إلى أن متوسط إنتاج الضفة كان يبلغ عادة نحو 22 ألف طن من الزيت سنويًا.



د. مازن علي: تراجع موسم الزيتون الحالي لا يقتصر على فلسطين



::
::


من جهته، أوضح الدكتور مازن علي، عضو مجلس الزيت والزيتون، أن تراجع الموسم الحالي لا يقتصر على فلسطين وحدها، بل يمتد إلى معظم دول المنطقة باستثناء بعض مناطق شمال إفريقيا مثل تونس.


وأشار إلى أن السبب الرئيس وراء الانخفاض هو شح الأمطار وضعف الري التكميلي، موضحًا أن مزارع الزيتون المروية في "الكيبوتسات" تنتج أربعة أضعاف ما تنتجه الأراضي المملوكة للعرب، ما يعكس فجوة واضحة في الدعم والإمكانات.


وأكد د. مازن أن الاعتماد على الزراعة المروية أصبح ضرورة، وكشف عن خطة عشرية لزراعة 50 ألف دونم من الزيتون المروي، غير أن هذه المشاريع موجهة للتجمعات الزراعية اليهودية دون مشاركة فعلية من المجتمع العربي.


ودعا إلى توحيد الجهود وإطلاق تعاونيات زراعية عربية مستقلة تضمن للمزارعين الدعم المائي والفني اللازم لاستدامة الإنتاج، كما شدد على أهمية التخزين السليم للزيت، مشيرًا إلى أن استخدام عبوات البلاستيك الصفراء يؤدي إلى تدهور الجودة.


واختتم بالقول إن الأزمة الحالية "ليست موسمية فحسب، بل تمس جوهر الأمن الغذائي والاقتصادي الفلسطيني"، مؤكدًا أن إنقاذ هذا القطاع يتطلب رؤية وطنية موحدة تضمن للمزارعين العدالة في الموارد والدعم والمياه.



 

يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

phone Icon

احصل على تطبيق اذاعة الشمس وكن على
إطلاع دائم بالأخبار أولاً بأول

Download on the App Store Get it on Google Play