أعلن الجيش الإسرائيلي عصر اليوم الأحد، أن قواته قتلت فلسطينيا بادعاء اقترابه من "الخط الأصفر" في قطاع غزة، وشكل "خطرا داهما على القوات الموجودة هناك".
وأفادت مصادر طبية في غزة بارتقاء طفلة برصاص الجيش الإسرائيلي في مواصي مدينة رفح جنوب القطاع.
وفي السياق، شهدت الساعات الماضية تصعيدًا جديدًا، حيث شنت الطائرات غارة شرق مخيم المغازي وسط القطاع، فيما أطلقت الآليات العسكرية النار بكثافة شمال مدينة رفح، ما يعكس توسع رقعة الهجمات وتدهور الأوضاع الميدانية.
من جانبها، أفادت مصادر طبية في مستشفيات غزة بارتقاء 7 فلسطينيين خلال الـ24 ساعة الماضية، 5 منهم في مدينتي جباليا وبيت لاهيا شمال القطاع، خارج نطاق انتشار القوات الإسرائيلية.
كما أصيب طفل برصاص الجيش في حي التفاح شمال شرقي غزة، فيما ارتقت الحاجة أم شادي دخان متأثرة بجراحها التي أصيبت بها قبل يومين إثر استهداف في مخيم نجاة غرب خانيونس.
وأكد الدفاع المدني أيضًا إصابة شخصين في جباليا البلد، وُصفت حالة أحدهما بالخطرة.
ظروف مأساوية في القطاع
في سياق متصل، حذرت وزارة الصحة في قطاع غزة من أن 52 بالمئة من الأدوية الأساسية رصيدها صفر، مشددة على أن "الأزمة تتخذ منحنيات تصاعدية مع زيادة احتياج التدخلات العلاجية للجرحى والمرضى".
كما تواجه أقسام جراحة العظام والكلى والغسيل الكلوي والعيون والجراحة العامة والعناية الفائقة تحديات كارثية بسبب نقص المستهلكات الطبية، مما يعقد تقديم الرعاية الصحية بشكل ملحوظ.
بدوره، أفاد المكتب الإعلامي الحكومي أن السلطات الإسرائيلية لم تسمح بإدخال العدد الكامل لشاحنات غاز الطهي إلى قطاع غزة، إذ دخل 104 شاحنات فقط منذ بدء وقف إطلاق النار وحتى 6 ديسمبر 2025، من أصل 660 شاحنة مقررة.
وأوضح المكتب أن هذا يعني إدخال نحو 16% فقط من احتياجات القطاع الفعلية، فيما بقيت 570 شاحنة خارج غزة، ما يعكس فجوة حادة بين ما تم الاتفاق عليه وما ينفذه الاحتلال فعلياً، مع استمرار تفاقم الأزمة وتأثيرها على المواطنين
الدفاع المدني: الجيش الإسرائيلي يمارس " القتل المنهجي"
قال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل إن "قوات الجيش الإسرائيلي لا تزال تمارس القتل المنهجي ضد المدنيين العزل" في قطاع غزة، على حد قوله.
وأضاف أن الرسالة موجهة للعالم والمجتمع الدولي والوسطاء: إلى متى سيستمر قتل المدنيين العزل؟
وحث بصل على التحرك العاجل قبل سقوط المزيد من الضحايا الأبرياء
ردود الفعل الفلسطينية والإقليمية
دعت حركة حماس الوسطاء إلى التحرك بشكل جاد وعملي لوقف الخروقات الإسرائيلية، فيما طالبت كل من قطر ومصر بانسحاب القوات الإسرائيلية ونشر قوة استقرار دولية لضمان تنفيذ الاتفاق بالكامل.
ورئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني نفى بشكل قاطع أن تكون بلاده تمول حركة حماس، مؤكدًا أن الدعم القطري موجه للشعب الفلسطيني فقط.
وفي السياق، عبرت تركيا عن قلقها من استمرار الانتهاكات، حيث حذر وزير الخارجية التركي من أن الخروقات اليومية تهدد استقرار الأوضاع، مشددًا على أن الحديث عن نزع سلاح حركة حماس غير ممكن في هذه المرحلة، وأن الأولوية يجب أن تكون لنشر قوة دولية تضمن الأمن.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
وفي أستراليا، نظم ناشطون في مدينة سيدني مسيرة احتجاجية رفعوا خلالها الأعلام الفلسطينية، داعين إلى مقاطعة الجهات الداعمة لإسرائيل، ومرددين هتافات أبرزها "جميعنا فلسطين".
وذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم" أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تمارس ضغوطًا كبيرة للانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق قريبًا، لضمان تثبيت الهدنة.
وفي إسبانيا، تقدمت مؤسسة "هند رجب" بمذكرة قانونية تطالب باعتقال جندي إسرائيلي بتهم جرائم حرب في غزة، كما كشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن ثلث الجنود يعانون مشاكل نفسية بعد أحداث 7 أكتوبر، حيث يتولى قسم إعادة التأهيل معالجة نحو 85 ألف جندي.
مصر: لن نسمح بأن يكون معبر رفح بوابة لتهجير الفلسطينيين
أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي أن مصر لن تسمح بأن يكون معبر رفح بوابة لتهجير الفلسطينيين.
وأوضح عبد العادي ان المعبر سيفتح لدخول المساعدات والسماح بخروج حالات طبية تحتاج إلى الإجلاء للعلاج، داعيًا إلى نشر قوات دولية في غزة للتأكد من التزام الطرفين بوقف إطلاق النار وعدم وجود ذريعة لإسرائيل التي تواصل خرق الاتفاق.
في غضون ذلك، تضع الخروقات الإسرائيلية اتفاق وقف إطلاق النار أمام اختبار صعب، ويهدد بانهيار الجهود الدولية الرامية إلى تثبيت الهدنة، وكما جاء في بيان وزارة الصحة في غزة: "إن استمرار الهجمات يفاقم الأزمة الإنسانية ويزيد من أعداد الضحايا، والمجتمع الدولي مطالب بالتحرك العاجل لحماية المدنيين وضمان تنفيذ الاتفاق"، في إشارة إلى أن مستقبل الاستقرار في القطاع بات مرهونًا بجدية الوسطاء وقدرتهم على فرض التزامات واضحة على جميع الأطراف.
وطالع أيضًا: