قال الحقوقي الفلسطيني مصطفى إبراهيم إن الإدارة الأمريكية تبدو ماضية في تنفيذ بنود الاتفاق الأخير رغم كل التناقضات في التصريحات والخروقات الإسرائيلية المتكررة، - على حد تعبيره-.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة تهدف بالأساس إلى إنجاح الاتفاق بما يخدم مصالحها، خصوصًا ما يتعلق بحماية إسرائيل وترسيخ نفوذها في المنطقة.
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "يوم جديد"، على إذاعة الشمس، أن تنفيذ الخطة الأمريكية يواجه صعوبات ميدانية كبيرة، أبرزها بطء إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، حيث كان من المفترض دخول 600 شاحنة يوميًا، لكن الواقع لا يتجاوز 80 إلى 90 شاحنة، إضافة إلى قلة المساعدات الطبية واللوجستية، واستمرار السيطرة الإسرائيلية على أكثر من نصف القطاع، الأمر الذي يعرقل جهود الإغاثة وعودة النازحين.
هل تتحول غزة إلى النموذج اللبناني؟
وأشار إلى أن الحديث عن تشكيل قوة دولية للاستقرار ما زال غامضًا، سواء من حيث الدول المشاركة أو عدد القوات أو مدى قبول إسرائيل بوجودها، لافتًا إلى أن هذه الغموضات تثير مخاوف حقيقية لدى الفلسطينيين من أن تتحول غزة إلى نموذج مشابه للبنان من حيث التعامل مع الخروقات وردود الفعل المتبادلة.
وتابع: "الشارع الفلسطيني لا يثق بالإدارة الأمريكية، ويرى في الاتفاق الأمريكي نوعًا من الإذلال والاستسلام، إذ لم يتحقق من بنوده سوى وقف إطلاق النار بشكل هش، بينما تواصل إسرائيل خرق الاتفاق وقصف القطاع، ما أدى إلى سقوط عشرات الشهداء خلال أقل من أسبوعين من توقيعه".
كما عبّر عن قلق واسع من تجاوز الفلسطينيين في صناعة القرار بشأن المرحلة المقبلة، إذ يجري الحديث عن تشكيل حكومة تكنوقراط أو لجنة لإدارة غزة دون مشاركة فعلية من الفصائل الفلسطينية، بل بقرارات تُصاغ في واشنطن وتل أبيب.
وختم إبراهيم بالقول إن "الفلسطينيين اليوم يعيشون بين الخوف والانتظار، لا يرون في التحركات الأمريكية سوى محاولة لإعادة تشكيل غزة بما يخدم مشاريع التطبيع ومصالح واشنطن وتل أبيب، فيما يظل المطلب الحقيقي هو رفع الحصار وإعادة الإعمار بقرار وطني مستقل".