في خطوة احتجاجية ضد موجة الجريمة والعنف التي تهدد المجتمع العربي، دعت لجنة المتابعة العليا للمواطنين العرب، بالتعاون مع اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية ومجلس كفر ياسيف المحلي، إلى مظاهرة قطرية كبرى اليوم الخميس في بلدة كفر ياسيف.
وقال رئيس المجلس المحلي لكفر ياسيف، عصام شحادة، في مداخلة ضمن برنامج "أول خبر"، إن المظاهرة ستنطلق في الساعة الرابعة بعد الظهر من أمام قاعة فيرونا، مرورًا بشوارع كفر ياسيف الرئيسية مثل شارع السبعين، وصولاً إلى دوار الحمامة.
وأكد شحادة أن الهدف الرئيسي من هذه المسيرة هو إطلاق "صرخة بدوية" ضد الجريمة والعنف، الذي وصل إلى حد الكارثة في المجتمع العربي، ودعا إلى مشاركة واسعة من جميع أبناء الشعب العربي، من النقب إلى الجليل، بما في ذلك طلاب المدارس ولجان أولياء الأمور، للتعبير عن التوحيد والتعاضد.
"هذه الصرخة قليلة أدواتنا، لكنها رسالة واضحة للسلطة والحكومة ولكل أجهزتها: كفى سفك الدماء"، قال شحادة، مشيرًا إلى أن الجريمة أصبحت ظاهرة يومية، حيث لا تقتصر على قرية أو مدينة واحدة، بل تشمل الجميع.
وأشار إلى الحادث المأساوي الأخير في كفر ياسيف، حيث قُتل نضال مساعدة، حارس مدرسة البستان الابتدائية، داخل الحرم المدرسي قبل أقل من شهر، مما أثار حالة من الرعب والخوف بين السكان.
واستطرد قائلا: "الناس خائفون، وطالما القتل لا يؤدي إلى اعتقالات أو إجراءات حقيقية من الشرطة، فإن القتل القادم أمر وقت فقط"، معبرًا عن إحباطه من عدم وجود نتائج ملموسة رغم الاحتجاجات المتكررة.
وفي السياق نفسه، عقدت اللجان اجتماعًا طارئًا أمس، بحضور ممثلين من مكتب رئيس الحكومة مثل روعي كحلون، مسؤول ملف العنف والجريمة، حيث ناقشوا الواقع المؤلم وطالبوا بتعزيز الجهود.
ووفقًا لتقارير من لجنة المتابعة، بلغت معدلات الجريمة في المجتمع العربي 8 أضعاف ما في الضفة الغربية والأردن، وأضعاف أخرى مقارنة بالمجتمع اليهودي.
ويرى شحادة أن المشكلة ليست في الأخلاق، بل في فشل الجهاز الحكومي نفسه، حيث توجد خلافات داخلية بين الشرطة والمستشار القضائي ورئيس الحكومة، مما يعيق أي إجراء فعال. كما رفض تصنيف الخارجين عن القانون كـ"تنظيم إرهابي"، معتبرًا أن الحل يكمن في تكثيف جمع السلاح غير المرخص لتقليل الضحايا.
وأعلن أن المظاهرة ستنتهي باجتماع عام يتضمن كلمات من رئيس اللجنة القطرية، ورئيس لجنة المتابعة محمد بركة، وعصام شحادة، لتكرار الدعوة لوقف العنف.
وشدد شحادة قائلا "كفى، هذا غير محتمل"، مؤكدًا أن الجميع يعيش في خوف، وأن الاحتجاجات هي الوسيلة المتاحة للوصول إلى أعلى المستويات الحكومية. ودعا إلى ضمان الأمن والأمان لأبناء الشعب، محذرًا من أن الوضع الحالي يهدد الاستقرار الاجتماعي بأكمله.
وتأتي هذه المظاهرة في أعقاب وقفة احتجاجية أمام مدرسة البستان يوم السبت الماضي، ولقاءات مع الهيئات التدريسية، مما يعكس تصعيدًا في الجهود الشعبية لمكافحة الجريمة. ويأمل المنظمون أن تكون هذه الخطوة بداية لتغيير حقيقي، خاصة مع تزايد الضحايا الذين بلغوا مئات في السنوات الأخيرة.