في تصريحات أثارت جدلاً واسعاً داخل إسرائيل وخارجها، أدلى وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، اليوم الخميس، بتصريحات عنصرية ضد السعودية، خلال مشاركته في مؤتمر نظمه معهد تسومت وصحيفة مكور ريشون تحت عنوان "الشريعة في العصر التكنولوجي" في مدينة القدس.
وقال سموتريتش في كلمته إن السيادة هي نقطة الاختبار، في إشارة إلى مشروع ضم الضفة الغربية، قائلاً: "إذا قالت لنا السعودية تطبيع مقابل دولة فلسطينية، فالإجابة لا شكراً، استمروا في ركوب الجِمال في الصحراء في السعودية"، على حد وصفه، ما اعتُبر تصريحاً عنصرياً ومهيناً بحق المملكة.
الصهيونية الدينية سيتصدى لأي محاولة لإقامة كيان فلسطيني
وأضاف الوزير اليميني أن رفضه لأي ربط بين التطبيع وإقامة دولة فلسطينية يعبّر عن التزام مبدئي بالسيادة الإسرائيلية على الأرض، مشيراً إلى أن حزبه، الصهيونية الدينية، سيتصدى لأي محاولة لإقامة كيان فلسطيني مهما كانت الضغوط الدولية.
وجاءت هذه التصريحات في أعقاب تصويت الكنيست الإسرائيلي، الأربعاء، بالقراءة التمهيدية على مشروع قانون يشرعن ضم الضفة، رغم اعتراضات داخلية وضغوط أميركية تحذر من تأثير ذلك على مسار التطبيع الإقليمي، وخاصة العلاقات مع السعودية.
وبحسب تقارير إسرائيلية، فإن مشروع القانون الذي أيدته أحزاب اليمين يسعى إلى فرض السيادة الإسرائيلية الكاملة على المستوطنات في الضفة الغربية، في خطوة اعتبرها مراقبون تحدياً مباشراً للإدارة الأميركية وللشروط السعودية التي تطالب بإقامة دولة فلسطينية أو مسار سياسي واضح نحوها مقابل التطبيع.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
التصويت رمزي لكنه سياسي غبي
وفي السياق، قال نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس، الذي يزور إسرائيل حالياً، إن التصويت رمزي لكنه سياسي غبي، مضيفاً أن الإدارة الأميركية غير راضية إطلاقاً عن هذه الخطوة، مشيراً إلى أنه شعر بإهانة شخصية من توقيت التصويت.
وتأتي هذه التطورات قبل أسابيع من الزيارة المرتقبة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى البيت الأبيض للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 18 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، وهي أول زيارة منذ عودة ترامب إلى الحكم.
ووفق ما نقلته شبكة سي بي إس، فإن الزيارة ستتناول اتفاقية دفاع مشترك بين الرياض وواشنطن ومراجعة الاتفاقات الأمنية السابقة، إلى جانب بحث إمكانية انضمام السعودية إلى اتفاقيات أبراهام.
إسرائيل تقف أمام مفترق طرق تاريخي
وقال سموتريتش في كلمته إن إسرائيل تقف أمام مفترق طرق تاريخي، مؤكداً أن اتفاقيات أبراهام يمكن أن تتوسع دون الحاجة لابتزاز سياسي بإنشاء دولة فلسطينية.
وتابع الوزير الإسرائيلي: "سنتأكد من أنه لا توجد ولن تقوم أبداً دولة فلسطينية، وسنوقع اتفاقيات سلام مع من يقبل بهذا الواقع".
سموتريتش يشن هجوم على الرئيس الإسرائيلي
ولم تقتصر تصريحات الوزير على السعودية والملف الفلسطيني، إذ شن هجوماً حاداً على رئيس الدولة يتسحاق هرتسوغ، بعد أن دان الأخير تصريحات رئيس الكنيست أمير أوحانا ضد رئيس المحكمة العليا يسحاق عميت.
وقال سموتريتش إن الرئيس يحاول نزع الشرعية عن الحكومة المنتخبة، متسائلاً: "متى سيخرج بخطاب يدعو فيه إلى التوازن بدل الانحياز لليسار؟".
سموتريتش يهاجم المستشارة القضائية للحكومة
كما هاجم رئيس المحكمة العليا والمستشارة القضائية للحكومة غالي بهاراف ميارا، متهماً الأخيرة بممارسة ما وصفه بـ"العنف القانوني" والتدخل في عمل الحكومة، قائلاً إن منظومة قضائية أنشئت منذ ثلاثين عاماً تخيف الجميع من تحديها.
تصريحات سموتريتش أثارت موجة إدانات عربية ودولية متوقعة، إذ اعتبرها مراقبون استمراراً لنهج اليمين الإسرائيلي المتطرف في إفشال فرص التهدئة والتطبيع الحقيقي، وترسيخ سياسة التوسع الاستيطاني، في وقت تتزايد فيه الضغوط الأميركية والدولية لوقف التصعيد في الأراضي الفلسطينية.
اقرأ أيضا
حركة شاس تنسحب من مهامها الائتلافية احتجاجًا على تأجيل قانون إعفاء الحريديين
