قال الدكتور حنا بشارة، عالم هندسة المواد والمحاضر في جامعة تل أبيب، إن ما يُعرف بـ"المعادن النادرة" ليس بالضرورة أن تكون نادرة في باطن الأرض، بل إن صعوبة استخراجها أو محدودية توزيعها الجغرافي يجعلها مادة للصراع الاقتصادي والسياسي.
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "يوم جديد"، على إذاعة الشمس: أن هذه المواد تُقسم إلى ثلاث فئات: مواد قليلة الوجود أصلًا مثل البلاديوم والبلاتينيوم، وأخرى وفيرة لكن يتركز وجودها في دول محدودة، وثالثة يصعب استخراجها وتحتاج إلى تكاليف باهظة.
وأشار إلى أن كل الصناعات الحديثة تعتمد على هذه العناصر، من شرائح الحواسيب والهواتف المحمولة وحتى محركات السيارات والطائرات المقاتلة.
وتابع: "أي بطارية في العالم اليوم لا تُصنع من دون الكوبالت، الذي يأتي 90% منه من الكونغو، وتتحكم الصين بمعظمه."
وأضاف أن الصين استبقت الغرب في السيطرة على المناجم، ووسعت نفوذها في إفريقيا، ما جعلها تمسك بورقة ضغط حقيقية على الولايات المتحدة وأوروبا، مشيرًا إلى أن بعض الصناعات الغربية، مثل الطائرات الحربية F-35، قد تتأثر في حال توقف الإمدادات.
وبيّن بشارة أن نحو 8% من الطاقة الكهربائية العالمية تُستهلك في إنتاج المعادن، وأن ثلث انبعاثات الغازات الدفيئة ناتجة عن هذه الصناعات، ما يجعل إعادة التدوير وتطوير ما يسمى بـ"المعادن الخضراء" ضرورة ملحّة.
واختتم حديثه قائلاً: "الصين كانت واعية لهذه الأزمة منذ عقود، فعملت على تأمين الموارد واحتكار سلسلة التوريد، الصراع المقبل لن يكون فقط سياسياً أو عسكرياً، بل صراع على من يملك المادة الخام التي تُحرك العالم."