اتهمت وزارة الخارجية السودانية مليشيا الدعم السريع بالتخطيط الممنهج لإبادة جماعية في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، وذلك من خلال فرض حصار خانق وتجويع السكان المدنيين على مدار عامين ونصف، في واحدة من أخطر الاتهامات التي توجهها الحكومة السودانية منذ اندلاع النزاع الداخلي.
حصار طويل ومعاناة إنسانية متفاقمة
أوضحت الوزارة أن مليشيا الدعم السريع فرضت حصاراً على مدينة الفاشر منذ أكثر من عامين، ما أدى إلى انقطاع الإمدادات الغذائية والدوائية، وتفاقم الوضع الإنساني بشكل غير مسبوق، وأشارت إلى أن هذا الحصار كان جزءاً من خطة ممنهجة تهدف إلى إنهاك السكان وفرض واقع جديد بالقوة.
وأضاف البيان أن المدنيين، بمن فيهم النساء والأطفال وكبار السن، تعرضوا لعمليات ترويع وقتل ممنهجة، في مشاهد وصفتها الخارجية بـ"الصادمة"، مؤكدة أن هذه الجرائم تم توثيقها من قبل شهود ومصادر محلية.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
تصريحات رسمية وتحذيرات دولية
قال المتحدث باسم وزارة الخارجية السودانية: "ما يجري في الفاشر ليس مجرد تجاوزات، بل هو تنفيذ فعلي لخطة إبادة جماعية، بدأت بحصار وتجويع وانتهت بمجزرة مروعة تُضاف إلى سجل المليشيا الأسود"، وأضاف أن الحكومة السودانية تتابع هذه الجرائم وتعمل على توثيقها لعرضها أمام الجهات الدولية المختصة.
من جهتها، دعت منظمات حقوقية دولية إلى فتح تحقيق عاجل في هذه الاتهامات، محذّرة من أن استمرار هذه الانتهاكات قد يؤدي إلى كارثة إنسانية واسعة النطاق في دارفور.
بيان رسمي من وزارة الخارجية
وجاء في البيان الصادر فجر الثلاثاء: "تدين حكومة السودان بأشد العبارات الجرائم الإرهابية المروعة التي ترتكبها مليشيا الدعم السريع في مدينة الفاشر، وتؤكد أن هذه الممارسات تمثل انتهاكاً صارخاً لكل القوانين الدولية، وتكشف عن طبيعة إجرامية لا تعرف حدوداً للدماء والإرهاب".
دعوات للمحاسبة الدولية
تسلط الاتهامات السودانية الضوء على حجم المأساة التي يعيشها سكان الفاشر، وتفتح الباب أمام تحركات دولية محتملة لمحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم، وبينما تتواصل الدعوات لوقف الانتهاكات، يبقى مصير آلاف المدنيين في دارفور رهيناً بقدرة المجتمع الدولي على التحرك الفوري والفاعل.
طالع أيضًا: