قال مدير المدرسة الثانوية الشاملة في يافا، د. أسامة عرار، إنّ زيارة وفد طلابي من ثلاث مدارس ثانوية في يافا إلى بلدة عرعرة لتقديم واجب العزاء لعائلة الطالب المرحوم محمد مرزوقة، الذي لقي حتفه داخل الحرم المدرسي، كانت من أكثر الزيارات تأثيرًا في نفوس الطلاب.
وأضاف في حديث لإذاعة الشمس أن الطلاب شعروا بألم عميق لأن الفقيد كان في نفس جيلهم تقريبًا، في الصف الحادي عشر، ما جعل المأساة قريبة جدًا إلى قلوبهم، ودفعتهم للتفكير بعمق في عواقب العنف واستعمال السلاح، خاصة داخل المدارس.
وأوضح د. عرار أن الزيارة حملت ثلاثة أهداف رئيسية: أولها الوقوف مع عائلة الفقيد ومواساتهم، وثانيها تعزيز اللحمة الاجتماعية والتأكيد على أن الجميع أبناء مجتمع واحد يجب أن يشعر بعضهم ببعض، أما الهدف الثالث فكان تربويًا بامتياز، ليشهد الطلاب آثار العنف والسلاح على العائلة والمجتمع، فيتعلموا درسًا عمليًا يبعدهم عن مثل هذه السلوكيات الخطيرة.
وأكد عرار أن المدارس تفتقد لأبسط أدوات الفحص والتفتيش، إذ لا يحق قانونًا للإدارة أو الطاقم التدريسي تفتيش أي طالب حتى في حال الاشتباه بحمله أداة حادة أو سلاحًا، وهو ما يجعل دور المدرسة محدودًا أمام هذه الظاهرة.
ودعا إلى تعديل القوانين أو تزويد المدارس بأجهزة فحص إلكترونية (ماغنومتر) شبيهة بتلك المستخدمة في الجامعات، لضمان دخول الطلاب بأمان ومنع وقوع المآسي داخل الحرم المدرسي.
وأشار إلى أن المدارس العربية تعاني من نفس مشكلات العنف المنتشرة في المجتمع، وأن الجريمة في الخارج تغذي العنف داخل الصفوف.
وقال: "المدير يعيش يومه وهو خائف، يبدأ صباحه بدعاء وينهيه برجاء أن تمرّ الساعات بسلام، لأنّ مسؤولية أرواح الطلاب ثقيلة جدًا".