أكد الصحافي اللبناني فارس أحمد أن قوات الجيش الإسرائيلي اقتحمت بلدة ليدال الحدودية جنوب لبنان صباح اليوم، وتوغلت لمسافة محدودة قبل أن تنسحب لاحقًا.
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "يوم جديد"، على إذاعة الشمس، أن القوات الإسرائيلية دخلت مبنى البلدية المؤقت — الذي أُنشئ بعد تدمير المبنى الأصلي في قصف سابق — وأطلقت النار على أحد موظفي البلدية، إبراهيم سلامة، ما أدى إلى مقتله على الفور.
وتابع: "رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام أدان هذا الاعتداء، ووصفه بأنه هجوم سافر على مؤسسات الدولة اللبنانية"، ومؤكدًا أنه يشكل اعتداءً مباشراً على سيادة لبنان وهيبة مؤسساته الرسمية".
وأشار أحمد إلى أن الحادثة أثارت غضباً واسعاً في الداخل اللبناني، حيث طالب سياسيون وأحزاب بضرورة رد حكومي واضح وحازم على هذا الاعتداء، معتبرين أن الاكتفاء بإرسال الشكاوى إلى المؤسسات الدولية لم يعد كافيًا.
تبرير الاعتداءات
وأضاف أن الجيش الإسرائيلي برر التوغل بادعاء أن المبنى كان يُستخدم من قبل حزب الله، إلا أن هذه المزاعم -بحسب قوله-، تأتي في سياق متكرر من تبرير الاعتداءات على المدنيين والبنى التحتية في لبنان وفلسطين.
وأكد فارس أحمد أن التوغل الإسرائيلي، رغم أنه "محدود" لمسافة تقارب الألف متر، إلا أنه يشكّل تصعيدًا ميدانيًا خطيرًا، مشيرًا إلى أن الحادث قوبل باستنفار مزدوج من الجيش اللبناني والمقاومة، ما دفع القوات الإسرائيلية إلى الانسحاب بسرعة خشية مواجهة مباشرة.
وعن إلغاء زيارة المبعوث الأمريكي توم باراك إلى بيروت، رأى أحمد أن القرار يعكس ضغوطًا سياسية أمريكية على الحكومة اللبنانية، مضيفًا أن واشنطن تمارس "ازدواجية واضحة" في التعاطي مع الملف اللبناني، بين التهديد والابتزاز السياسي من جهة، ومحاولة فرض الإملاءات من جهة أخرى.