دخلت شركة "إنفيديا" التاريخ بوصفها أول شركة في العالم تتجاوز قيمتها السوقية خمسة تريليونات دولار، بعد سلسلة من المكاسب اللافتة التي عززت مكانتها في سوق الذكاء الاصطناعي العالمي.
المحلل الاقتصادي "هانس شقور" وصف هذا الإنجاز بأنه "غير مسبوق وغريب"، مشيراً إلى أن القيمة الجديدة للشركة تفوق اقتصاديات دول كبرى مثل ألمانيا واليابان، مضيفاً أن "الوضع الحالي يجعلنا أمام ظاهرة قد تكون فقاعة اقتصادية، لأن الاستثمار في أسهم إنفيديا اليوم هو استثمار في توقعات مستقبلية أكثر منه في واقع فعلي".
وأوضح "شقور" أن "نمو الشركة خلال العامين الأخيرين كان ضخماً إلى حد يصعب استيعابه"، لافتاً إلى أن "التوقعات الضخمة والتعويل الكبير على الذكاء الاصطناعي يقودان هذا الارتفاع غير الطبيعي في القيمة السوقية".
وأشار إلى أن "إنفيديا تستفيد من الطلب العالمي المتزايد على الرقائق الإلكترونية، ومن تعاونات جديدة مع شركات مثل نوكيا وإنتل، رغم أن الأخيرة كانت في الأصل منافساً لها".
وأضاف أن "رفع القيود المفروضة على الشركة في السوق الصيني قد يفتح الباب أمام قفزة جديدة في قيمتها، ربما تصل إلى عشرة تريليونات دولار في حال تحسّن العلاقات بين واشنطن وبكين"، محذراً من أن "هذا النمو السريع يجعلنا أمام سؤال حول حدود ما يمكن أن تصل إليه هذه الشركات من احتكار وتأثير".
وأكد "شقور" أن "السرعة الفائقة في توسع إنفيديا تفوق قدرة المشرعين على ضبط الأسواق"، مشيراً إلى أن "المخاوف لا تتعلق فقط بالقيمة السوقية بل بما يمكن أن يعنيه ذلك من تحكم في قطاعات حساسة كالذكاء الاصطناعي والاتصالات".
وختم بالقول إن "الكثير من الشركات تسعى لدخول عالم الذكاء الاصطناعي دون أن تحقق بعد المردود المتوقع منه"، مضيفاً أن "التحدي الحقيقي يكمن في تحويل هذه التكنولوجيا إلى أدوات تحقق كفاءة وربح فعلي، لا مجرد توقعات مالية".
