يرى الصحافي إبراهيم بيرم أنّ تصريحات الموفد الأميركي إلى لبنان، توم باراك، التي "وصف فيها لبنان بالدولة الفاشلة وتحدث في الوقت نفسه عن قوة حزب الله وتماسكه"، تحمل رسائل سياسية مزدوجة، وتهدف إلى تمهيد الأرض لمزيد من الضغط على الدولة اللبنانية.
وأضاف في مداخلة هاتفية ضمن برنامج "أول خبر" على إذاعة الشمس: "باراك ليس للمرة الأولى يوجّه انتقادات قاسية للدولة اللبنانية، لكنه هذه المرة انتقل إلى لغة جديدة عندما تحدث عن قدرة حزب الله على الصمود وتوفير رواتب لعناصره ومؤسساته، في وقت تتحدث فيه أطراف إسرائيلية ولبنانية عن تراجع قوته".
وتابع: "السؤال الجوهري هو لماذا الآن؟ ولماذا هذا التوقيت بالذات؟ وهل هي تمهيد لخطوة عسكرية إسرائيلية أم ضغط سياسي جديد؟".
واستطرد: "تصريحات باراك قد تكون، في جانب منها، محاولة للإساءة للمسؤولين اللبنانيين، وخصوصًا الحكومة ورئاسة الجمهورية، باعتبارهما الجهتين المفترض أن تديرا الملف المتعلق بحزب الله".
لكنه يرى في الوقت نفسه أن الولايات المتحدة لا تقدم للبنان أي دعم عملي لبناء مقومات الدولة أو تمكين الجيش اللبناني، مشيرًا إلى أن المساعدات الأميركية تقتصر على تجهيزات بسيطة أو دعم مالي محدود.
وأضاف أن واشنطن لم تمكّن الجيش اللبناني يومًا من امتلاك أسلحة دفاعية كافية ليصبح قوة حصرية تحمي السيادة الوطنية.
وأكمل: "الموفد الأميركي "فشل في مهمته منذ البداية، وكلما واجه إحباطًا أو عجزًا، يعود لاتهام الدولة اللبنانية بالتقصير".
مستقبل الملف اللبناني
وحول مستقبل الملف اللبناني، شدّد بيرم على أن "التهديد الإسرائيلي لم يعد مرتبطًا فقط باعتبارات أمنية على الحدود، بل تحول إلى مسار سياسي داخلي يهدف إلى نزع سلاح حزب الله وفرض تسوية تلبّي المطالب الإسرائيلية".
وأضاف أن هناك محاولات لدفع لبنان نحو تفاوض مباشر مع إسرائيل عبر قنوات جديدة غير الآلية العسكرية السابقة، وهو ما يفتح الباب أمام صيغة سياسية مختلفة قد تتجاوز اتفاق وقف إطلاق النار.
واختتم بيرم بالقول: "الولايات المتحدة وإسرائيل تمارسان سياسة العصا والجزرة تجاه لبنان، فإما القبول بتسوية شاملة تتضمن تطبيعًا علنيًا، وإما استمرار الضغوط السياسية والاقتصادية حتى الانهيار الكامل".