أعلنت الشرطة الإسرائيلية مساء الأحد العثور على المدعية العسكرية المقالة، يفعات تومر يروشالمي، وهي بحالة صحية جيدة، وذلك بعد ساعات من عمليات بحث مكثفة شاركت فيها قوات من الشرطة والجيش الإسرائيلي في منطقة تل أبيب، إثر اختفائها المفاجئ.
وكانت السلطات قد عثرت على سيارة يروشالمي متروكة في تل أبيب، ما أثار مخاوف من احتمال إقدامها على إيذاء نفسها، خاصة في ظل ظروف استقالتها المثيرة للجدل، وأكدت الشرطة في بيان مقتضب انتهاء عمليات البحث بعد العثور على المفقودة، دون الإفصاح عن هويتها، مكتفية بالإشارة إلى أنها "بصحة جيدة".
وأفادت مصادر أمنية أن المدعية العسكرية المقالة تركت رسالة داخل سيارتها قبل اختفائها، ما دفع الشرطة إلى إطلاق عمليات تمشيط واسعة في المنطقة، بمشاركة قوات برية ومروحيات، في محاولة لتحديد مكانها. وقد تم العثور على سيارتها فارغة قرب الشاطئ، ما زاد من تعقيد القضية.
وفي وقت سابق من اليوم، أصدر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي تعليماته إلى مديرية العمليات بتسخير كافة الوسائل المتاحة للعثور على يروشالمي في أسرع وقت ممكن، وذلك بعد تداول أنباء عن اختفائها.
ويأتي هذا التطور بعد يوم واحد فقط من إعلان يروشالمي استقالتها من منصبها كمدعية عسكرية عامة، أعقبه إعلان وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف كاتس، عن إقالتها رسميًا، على خلفية شبهات بتورطها في تسريب توثيق يُظهر تعذيب أسير فلسطيني على يد خمسة جنود إسرائيليين في يوليو/تموز 2024.
خلفية الحدث
يفعات تومر يروشالمي كانت قد شغلت منصباً رفيعاً في جهاز القضاء العسكري، واشتهرت بدورها في كشف انتهاكات داخل السجون العسكرية، لا سيما في سجن "سديه تيمان"، حيث وثّقت حالات إساءة معاملة بحق معتقلين.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
تداعيات الاستقالة والتحقيقات الجارية
جاء اختفاء المدعية العسكرية بعد أيام من إعلان الجيش الإسرائيلي فتح تحقيق جنائي على خلفية تسريب مقطع مصور يُظهر اعتداء جنود على أحد المعتقلين الفلسطينيين داخل السجن المذكور. وقد شمل التحقيق تورط عناصر من النيابة العسكرية في تسريب المقطع، ما أثار جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والإعلامية.
الاستقالة المفاجئة للمدعية العسكرية أثارت موجة من التساؤلات، خاصة بعد أن نُسب إليها المساهمة في كشف تجاوزات داخل المؤسسة الأمنية، الأمر الذي وضعها في دائرة الضوء وربما في مواجهة ضغوط داخلية.
جهود البحث والتصريحات الرسمية
أعلن المتحدث باسم الجيش أن رئيس الأركان وجّه قسم العمليات لتسخير كل الوسائل المتاحة للمساهمة في جهود البحث، مؤكداً أن "الجيش يتعامل مع القضية بأعلى درجات الجدية والمسؤولية".
كما أصدرت الشرطة بياناً جاء فيه: "نواصل عمليات البحث في محيط شاطئ هتصوك، ونناشد المواطنين بالإبلاغ عن أي معلومات قد تساعد في تحديد مكان المدعية العسكرية السابقة."
يبقى اختفاء يفعات تومر يروشالمي حدثاً غامضاً يثير الكثير من التساؤلات، خاصة في ظل توقيته الحساس المرتبط بتحقيقات داخلية تمس مؤسسات أمنية. وبينما تتواصل عمليات البحث، تترقب الأوساط السياسية والإعلامية تطورات القضية التي قد تحمل في طياتها أبعاداً تتجاوز مجرد اختفاء شخصي.
طالع أيضًا:
