أقدمت جرافات دائرة أراضي إسرائيل، صباح الثلاثاء، على هدم أكثر من عشرة محال تجارية عند مدخل بلدة اللقية في النقب، وذلك تحت حراسة مشددة من الشرطة الإسرائيلية، ما أثار موجة غضب واستنكار في صفوف أصحاب المحال وسكان البلدة، ويأتي هذا الهدم ضمن حملة متواصلة تشهدها بلدات عربية عدة في النقب خلال الأسابيع الأخيرة، وسط اتهامات للسلطات بانتهاج سياسة تضييق ممنهجة بحق السكان العرب في المنطقة.
مصدر رزق يُهدم دون بدائل
أكد أصحاب المحال التجارية أن هذه المنشآت تشكل مصدر رزق لعشرات العائلات، مشيرين إلى أن عملية الهدم تمت دون تقديم أي بدائل أو مخططات ترخيص تتيح لهم العمل بشكل قانوني في أراضيهم.
وقال أحد أصحاب المحال المتضررة: "نحن لا نطلب امتيازات، فقط نريد أن نعمل بكرامة ونُعيل أسرنا، لكنهم يهدمون دون أن يمنحونا فرصة لتنظيم أو ترخيص."
تبرير رسمي ورفض شعبي
ومن جهتها، بررت دائرة أراضي إسرائيل العملية بالقول إن المحال أُقيمت دون تراخيص وتخالف القوانين التنظيمية، وهو ما رفضه السكان المحليون، مؤكدين أن غياب المخططات الهيكلية وعدم توفير مناطق تجارية مرخصة هو السبب الرئيسي في انتشار البناء غير المنظم، وتُعد هذه الحملة جزءًا من سلسلة إجراءات تُنفذها السلطات في النقب، تشمل هدم منازل ومنشآت تجارية، ما يُفاقم من الأزمة الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة.
دعوات للتكاتف ووقف الهدم
دعت القيادات المحلية والنقباوية إلى وحدة الصف والتكاتف في مواجهة ما وصفته بـ"الخطر الذي يهدد الجميع دون استثناء"، مطالبةً الحكومة بوقف الحملة فورًا وفتح حوار جاد مع ممثلي الجمهور العربي في النقب لإيجاد حلول عادلة ودائمة.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
وشددت الهيئات النقباوية على أن ما تسميه السلطات "مكافحة للتعديات على أراضي الدولة" ليس سوى استمرار لسياسة تهجير منظمة تهدف إلى مصادرة الأراضي العربية لصالح مشاريع استيطانية وعسكرية، تحت غطاء قانوني وإعلامي مضلل.
أزمة تتطلب حلولًا عادلة
وفي ظل استمرار عمليات الهدم، تتصاعد الدعوات من قبل المجتمع المحلي والهيئات الحقوقية إلى ضرورة إيجاد حلول تنظيمية عادلة تضمن حق السكان في العيش الكريم والعمل المنظم.
ويأمل المواطنون في النقب أن تتحول هذه المطالب إلى خطوات عملية توقف مسلسل الهدم، وتفتح الباب أمام تخطيط حضري يراعي احتياجاتهم ويعزز استقرارهم الاقتصادي والاجتماعي.
طالع أيضًا:
هدم منزل في الكعبية عمره أكثر من 60 عامًا يثير غضب أهالي القرية والمسئولين