قال البروفيسور أيمن يوسف، المحاضر في العلاقات الدولية، إن المنطقة العربية تشهد "تحولات متسارعة تشبه الرمال المتحركة"، مشيرًا إلى أن "التحالفات لم تعد ثابتة، بل تتبدل وفق المصالح والتوازنات الجديدة".
وتابع: "القيادة السورية تحاول اليوم الاستفادة من الانفتاح السعودي والتركي والقطري، بهدف فك العزلة ورفع العقوبات عنها".
وأضاف في مداخلة هاتفية خلال برنامج "أول خبر" على إذاعة الشمس، أن "زيارة الرئيس السوري الأخيرة إلى السعودية لم تأتِ بالصدفة، بل جاءت تمهيدًا لحراك أوسع تقوده الرياض في المنطقة، خصوصًا مع تراجع النفوذ الإيراني وتغيّر موازين القوى بعد حرب غزة".
وتابع: "السعودية تعيد ترتيب أوراقها بما يضمن لها دورًا إقليميًا أكبر في الملفات الفلسطينية واللبنانية والسورية واليمنية".
واستطرد: "العلاقات السعودية الأمريكية تشهد عادة تطورًا في فترات حكم الحزب الجمهوري، الذي يركّز على الصفقات والانفتاح الاقتصادي أكثر من القيم الديمقراطية وحقوق الإنسان"، مشيرًا إلى أن هذا التوجه يتوافق مع الرؤية السعودية القائمة على احتواء الأزمات من خلال الدعم الاقتصادي والمساعدات بدل الصراعات العسكرية.
فك العزلة = التطبيع مع إسرائيل
وحول الملف السوري، قال يوسف إن "الثمن الذي ستدفعه دمشق مقابل فك عزلتها سيكون باتجاه تطبيع تدريجي مع إسرائيل"، مضيفًا أن "الاتصالات الأمريكية تشمل أطرافًا إقليمية عديدة، تمهيدًا لاتفاق أمني بين سوريا وإسرائيل يضمن تنسيقًا في بعض الملفات الميدانية مثل درعا والسويداء، وربما يشمل وجودًا أمنيًا أمريكيًا محدودًا".
وأشار إلى أن "واشنطن تعتبر أن إدماج سوريا في مسار التطبيع مع إسرائيل يمثل مكسبًا استراتيجيًا"، لافتًا إلى أن النظام السوري قد يقبل لاحقًا بمعاهدة سلام تحفظ له الشرعية مقابل الاعتراف بإسرائيل.
واختتم البروفيسور أيمن يوسف بالقول إن "القاطرة الأمريكية تقود المنطقة نحو إعادة رسم التحالفات، وسوريا ولبنان لن تكونا خارج هذا المسار، وإن تأخر انضمامهما بعض الوقت".