غزة بين الهدنة والكارثة الإنسانية.. لا مساعدات عبر معبر زيكيم وتصعيد ميداني مستمر

shutterstock

shutterstock

في اليوم الـ33 من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، تواصلت الخروق الإسرائيلية على الأرض والجو، وسط تقارير عن تحركات سياسية وأمنية متسارعة تهدد بانهيار الهدنة الهشة التي دخلت حيز التنفيذ قبل أكثر من شهر.


ورغم إعلان إسرائيل رسميًا فتح معبر زيكيم شمال قطاع غزة لإدخال المساعدات الإنسانية، أكد المستشار الإعلامي لوكالة أونروا، اليوم الأربعاء، أن أي شاحنات مساعدات لم تدخل عبر المعبر حتى الآن، موضحًا أن مئات الأصناف من المواد الإغاثية لا تزال ممنوعة من الدخول بفعل القيود الإسرائيلية المستمرة.


حصار مستمر يفاقم لأزمة الإنسانية


وحذّر المتحدث من أن استمرار هذا المنع يفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع الذي يرزح تحت حصار خانق منذ أشهر، مع تدهور حاد في الخدمات الطبية ونقص المياه والمواد الغذائية.


في الأثناء، شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية ثلاث غارات متتالية استهدفت مناطق شمال شرقي بيت لاهيا داخل ما يُعرف بـ"مناطق الخط الأصفر"، ما أدى إلى دمار واسع في الممتلكات دون معرفة عدد الضحايا حتى الآن.

ويأتي القصف رغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار المعلن في أكتوبر الماضي.


الجيش دمر أكثر من 1500 مبنى في غزة


وفي السياق ذاته، كشف تحليل لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، استنادًا إلى صور أقمار صناعية حديثة، أن الجيش الإسرائيلي دمّر أكثر من 1500 مبنى في غزة منذ بدء الهدنة، خصوصًا في المناطق الحدودية الشرقية والشمالية.

واعتبرت التحليلات أن هذا التدمير الواسع يثير تساؤلات حول التزام إسرائيل بشروط الهدنة والقيود المفروضة على العمليات العسكرية.


تعيين العميد غلعاد كينان رئيس لأركان سلاح الجو


في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي عن تعيين العميد غلعاد كينان رئيسًا لأركان سلاح الجو، ضمن تغييرات في القيادة العسكرية تهدف إلى تعزيز الجاهزية العملياتية.


وجاء ذلك بالتوازي مع تصريحات لقائد سلاح الجو اللواء تومر بار، أكد فيها أن القوات جاهزة لاستئناف القتال في غزة بالتنسيق مع قيادة الجنوب، مضيفًا أن الجيش يتابع تنفيذ اتفاق إعادة جثامين أربعة رهائن قتلوا في القطاع.


استمرار انتشال الجثامين رغم صعوبة الأوضاع


ميدانيًا، يواصل الدفاع المدني في غزة عمليات انتشال الجثامين من ساحة عيادة الشيخ رضوان غرب مدينة غزة، في ظروف وُصفت بأنها "غاية في الصعوبة" نتيجة الدمار الواسع ونقص المعدات.

وأكد المتحدث باسم الدفاع المدني استمرار الجهود للبحث عن المفقودين ونقل الضحايا إلى المستشفيات.


فيما كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الأربعاء، عن تسوية قيد التبلور لترحيل نحو 200 مسلح عالقين داخل أنفاق رفح، في وقت استأنف فيه فريق من اللجنة الدولية للصليب الأحمر وكتائب القسام عمليات البحث عن جثث رهائن إسرائيليين في حي الشجاعية شرق غزة، في خطوة وصفت بأنها محاولة لمعالجة ملفات عالقة ضمن بنود الاتفاق.


تصعيد ميداني في البريج وجباليا


ورغم استمرار الهدنة رسميًا، شهدت الساعات الأخيرة تصعيدًا ميدانيًا لافتًا، إذ أطلقت آليات الجيش الإسرائيلي المتمركزة شرق مخيم البريج وسط القطاع نيرانها الكثيفة نحو المناطق المحيطة، فيما شنت الطائرات الحربية ثلاث غارات استهدفت مواقع في شمال شرق بيت لاهيا ومحيط منطقة التعليم في شمال غزة، إضافة إلى عملية نسف شرق مدينة خان يونس جنوب القطاع.


وفي موازاة ذلك، نقلت مصادر محلية عن الدفاع المدني في غزة إعلانه العجز شبه التام عن إزالة الركام وانتشال الضحايا من تحت الأنقاض، بسبب النقص الحاد في المعدات والإمكانات اللوجستية.


ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام


وأوضح المتحدث باسم الجهاز أن ما يتم إنجازه لا يتجاوز 5% من حجم الدمار الهائل، محذرًا من أن استمرار الحرب وغياب الدعم الدولي يعيقان أي جهود حقيقية للإنقاذ والإغاثة.


أزمة صحية خطيرة بسبب تلوث المياه و70 ألف إصابة بالكبد الوبائي


على الصعيد الإنساني، تفاقمت الأزمة الصحية في القطاع بشكل خطير، إذ حذرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني من أن أكثر من 80% من مياه غزة ملوثة بالكامل، ما أدى إلى تفشي فيروس الكبد الوبائي بين السكان، حيث تجاوز عدد الإصابات 70 ألف حالة منذ بدء الحرب.


كما أعلنت وزارة الصحة في غزة عن وجود ستة آلاف حالة بتر بحاجة إلى برامج تأهيل عاجلة، مشيرة إلى أن 25% من المصابين أطفال ونحو 13% نساء، في ظل انهيار شبه كامل للبنية الصحية ونقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية.


كوشنر يبحث في إسرائيل الانتقال للمرحلة الثانية من الاتفاق


سياسيًا، يواصل المبعوث الأميركي جاريد كوشنر زيارته إلى إسرائيل لبحث الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق غزة ضمن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في وقت تؤكد فيه واشنطن ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار وإنجاح التسوية.


ويرى مراقبون أن استمرار الخروق الإسرائيلية، وتدهور الأوضاع الإنسانية، إلى جانب الغموض المحيط بالتحركات السياسية والعسكرية، كلها عوامل تنذر بـانهيار وشيك للهدنة، ما لم تتحرك الأطراف الدولية سريعًا لضمان التهدئة ومنع انزلاق الأوضاع نحو جولة جديدة من العنف في القطاع المنكوب.


اقرأ أيضا

تطورات الضفة الغربية|اقتحامات واعتقالات ميدانية وسط مناورات تنذر بهجوم وشيك

يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

phone Icon

احصل على تطبيق اذاعة الشمس وكن على
إطلاع دائم بالأخبار أولاً بأول

Download on the App Store Get it on Google Play