في اليوم الـ33 من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، تواصلت الخروق الإسرائيلية على الأرض والجو، وسط تقارير عن تحركات سياسية وأمنية متسارعة تهدد بانهيار الهدنة الهشة التي دخلت حيز التنفيذ قبل أكثر من شهر.
وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الأربعاء، عن تسوية قيد التبلور لترحيل نحو 200 مسلح عالقين داخل أنفاق رفح، في وقت استأنف فيه فريق من اللجنة الدولية للصليب الأحمر وكتائب القسام عمليات البحث عن جثث رهائن إسرائيليين في حي الشجاعية شرق غزة، في خطوة وصفت بأنها محاولة لمعالجة ملفات عالقة ضمن بنود الاتفاق.
تصعيد ميداني في البريج وجباليا
ورغم استمرار الهدنة رسميًا، شهدت الساعات الأخيرة تصعيدًا ميدانيًا لافتًا، إذ أطلقت آليات الجيش الإسرائيلي المتمركزة شرق مخيم البريج وسط القطاع نيرانها الكثيفة نحو المناطق المحيطة، فيما شنت الطائرات الحربية ثلاث غارات استهدفت مواقع في شمال شرق بيت لاهيا ومحيط منطقة التعليم في شمال غزة، إضافة إلى عملية نسف شرق مدينة خان يونس جنوب القطاع.
وفي موازاة ذلك، نقلت مصادر محلية عن الدفاع المدني في غزة إعلانه العجز شبه التام عن إزالة الركام وانتشال الضحايا من تحت الأنقاض، بسبب النقص الحاد في المعدات والإمكانات اللوجستية.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
وأوضح المتحدث باسم الجهاز أن ما يتم إنجازه لا يتجاوز 5% من حجم الدمار الهائل، محذرًا من أن استمرار الحرب وغياب الدعم الدولي يعيقان أي جهود حقيقية للإنقاذ والإغاثة.
أزمة صحية خطيرة بسبب تلوث المياه و70 ألف إصابة بالكبد الوبائي
على الصعيد الإنساني، تفاقمت الأزمة الصحية في القطاع بشكل خطير، إذ حذرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني من أن أكثر من 80% من مياه غزة ملوثة بالكامل، ما أدى إلى تفشي فيروس الكبد الوبائي بين السكان، حيث تجاوز عدد الإصابات 70 ألف حالة منذ بدء الحرب.
كما أعلنت وزارة الصحة في غزة عن وجود ستة آلاف حالة بتر بحاجة إلى برامج تأهيل عاجلة، مشيرة إلى أن 25% من المصابين أطفال ونحو 13% نساء، في ظل انهيار شبه كامل للبنية الصحية ونقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية.
كوشنر يبحث في إسرائيل الانتقال للمرحلة الثانية من الاتفاق
سياسيًا، يواصل المبعوث الأميركي جاريد كوشنر زيارته إلى إسرائيل لبحث الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق غزة ضمن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في وقت تؤكد فيه واشنطن ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار وإنجاح التسوية.
ويرى مراقبون أن استمرار الخروق الإسرائيلية، وتدهور الأوضاع الإنسانية، إلى جانب الغموض المحيط بالتحركات السياسية والعسكرية، كلها عوامل تنذر بـانهيار وشيك للهدنة، ما لم تتحرك الأطراف الدولية سريعًا لضمان التهدئة ومنع انزلاق الأوضاع نحو جولة جديدة من العنف في القطاع المنكوب.
اقرأ أيضا
تطورات الضفة الغربية|اقتحامات واعتقالات ميدانية وسط مناورات تنذر بهجوم وشيك