قال مدير التخطيط الاستراتيجي في شركة الجنيدي، منجد الجنيدي، إن مصنع الشركة في منطقة بيت ليد شرق طولكرم تعرض عصر أمس لهجوم "همجي ومنظم" نفذه أكثر من مئة مستوطن، بينهم ما يزيد على ستين مستوطنًا اقتحموا أسوار المصنع مباشرة، واعتدوا على الموظفين والممتلكات وأحرقوا جميع المركبات التي تمكنوا من الوصول إليها في الساحات الخارجية.
وأوضح الجنيدي في مداخلة هاتفية ضمن برنامج "أول خبر" على إذاعة الشمس أن "المستوطنين تحركوا ضمن مجموعات منظمة، كل مجموعة مكلفة بمهمة محددة، فبعضهم كان يحمل أدوات لكسر الأبواب، وآخرون موادًا مشتعلة، وفرق أخرى مختصة بإشعال الحرائق"، مؤكدًا أن "الجيش الإسرائيلي كان يراقب المشهد منذ أكثر من ساعة قبل الاعتداء، وكان على علم بتحركاتهم دون أن يتدخل لمنعهم".
وأضاف أن هذا الهجوم "هو الأوسع الذي تتعرض له الشركة منذ تأسيسها"، مشيرًا إلى أن "المنشأة تعد مركز التوزيع الرئيسي لمنتجات الألبان لمنطقة شمال الضفة، بما يشمل جنين ونابلس وطولكرم، ما يعني أن الاعتداء أدى إلى توقف كامل لخطوط التوزيع في تلك المناطق".
وأكد الجنيدي أن "الجيش لم يتدخل لحماية الموظفين بل كان يرافق المستوطنين لتأمينهم، وعندما حاول بعض العاملين الدفاع عن أنفسهم، تم توبيخهم من قبل الجنود بدلًا من حمايتهم"، على حد قوله.
وبيّن أن الأضرار "لم تقتصر على المركبات والمبنى، بل طالت سلسلة الإنتاج بأكملها، من المزارعين الذين يوردون الحليب إلى خطوط التغليف والتوزيع"، لافتًا إلى أن هذا "يؤثر سلبًا على السوق المحلي وعلى مزارعي الألبان الذين يعتمدون على المصنع في تسويق إنتاجهم اليومي".
وأضاف أن "الاعتداء كان مستهدفًا مسبقًا، بعد أن تداول مستوطنون منشورات عبر مواقع التواصل تدعو إلى ضرب شركات الألبان الفلسطينية، معتبرين توسع شركة الجنيدي تهديدًا لمصالح الشركات الإسرائيلية"، مشيرًا إلى أن "الشرطة أعلنت اعتقال أربعة فقط من بين أكثر من مئة مهاجم، في خطوة وصفها بأنها شكلية لا تعكس جدية في المحاسبة".