قال الحقوقي مصطفى إبراهيم من قطاع غزة إن الواقع الميداني في القطاع لم يشهد أي تغيير حقيقي رغم مرور أيام على وقف إطلاق النار، مؤكدًا أن "كل ما يجري حتى الآن يقتصر على تسريبات ومداولات بين مراكز تنسيق أمريكية وإسرائيلية دون أي تطبيق فعلي على الأرض".
وأضاف خلال مداخلة هاتفية لبرنامج "يوم جديد"، على إذاعة الشمس، أن المرحلة الأولى من الاتفاق لم تكتمل بعد، وهناك عقبات كبيرة تتعلق بملف المفقودين وبمقاتلي حماس في رفح، مضيفًا أن "الحديث عن ترتيبات أمنية جديدة أو عن إخراج مقاتلين من القطاع لا يزال ضمن التسريبات الإعلامية ولم يُثبت ميدانيًا".
وأشار إلى أن "الإدارة الأمريكية تحاول الدفع باتجاه تثبيت الهدوء وفرض مسار يؤدي لاحقًا إلى تسوية سياسية أوسع"، لكنه لفت إلى أن "الولايات المتحدة تمارس نوعًا من الوصاية على كل من إسرائيل وغزة، في محاولة لتثبيت رؤيتها الخاصة لما تسميه الاستقرار".
وتابع: "الخطة الأمريكية تتضمن إشراف البنك الدولي على عملية إعادة الإعمار، دون وجود مؤتمر دولي حقيقي لجلب التمويل، كما لا تزال هناك خلافات حول من سيحكم غزة بعد الاتفاق، وسط رفض حماس لفكرة نزع السلاح وتأكيدها أن هذا الملف خاضع إلى التفاهمات السياسية".
استقرار يخدم المصالح الأمريكية
وأوضح أن "الإدارة الأمريكية برئاسة ترامب تسعى إلى تحقيق استقرار يخدم مصالحها الإقليمية، ضمن رؤية أوسع لإعادة ترتيب المنطقة وتوسيع الاتفاقيات الإبراهيمية"، لكنه حذر من أن "هذا الاستقرار قد يكون على حساب الفلسطينيين إذا لم يترافق مع مسار سياسي واضح يضمن الحقوق الوطنية".
وختم حديثه قائلًا: "أهالي غزة لم يلمسوا أي تحسن في حياتهم اليومية، المعاناة مستمرة، والإعمار لم يبدأ، والناس تبحث عن الأمان وعودة الحياة الطبيعية بعد شهور طويلة من الدمار والدماء".