يعيش النازحون في قطاع غزة أوضاعًا ميدانية صعبة مع بداية موجة الانخفاض الجوي التي ضربت المنطقة، حيث تسببت الأمطار الغزيرة في غرق عشرات الخيام التي تؤوي آلاف العائلات النازحة، وأكد الدفاع المدني في غزة أنه يتعامل مع عشرات الحالات الحرجة، واصفًا الوضع بأنه "بالغ الخطورة" في ظل محدودية الإمكانيات المتاحة.
غرق الخيام وتفاقم الأزمة الإنسانية
أوضح الدفاع المدني أن فرق الإنقاذ تعمل منذ ساعات الفجر على شفط المياه من الخيام وإعادة تثبيتها بعد أن جرفتها السيول، مشيرًا إلى أن العديد من العائلات فقدت مأواها المؤقت واضطرت للبحث عن أماكن بديلة وسط البرد القارس.
وتشير التقديرات إلى أن آلاف النازحين يواجهون خطر التشرد مجددًا، خاصة الأطفال والنساء وكبار السن الذين يعانون من نقص في الملابس الشتوية والبطانيات.
ضعف البنية التحتية في المخيمات المؤقتة
تفتقر المخيمات التي أقيمت بشكل عاجل خلال الحرب الأخيرة إلى بنية تحتية مناسبة لمواجهة الظروف الجوية، حيث لا توجد شبكات صرف صحي أو أرضيات معزولة تمنع تسرب المياه.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
ومع هطول الأمطار، تحولت العديد من المخيمات إلى برك من الطين والمياه، ما يهدد بانتشار الأمراض والأوبئة. وأكدت منظمات محلية أن الوضع يتطلب تدخلًا عاجلًا لتوفير خيام مقاومة للمطر، وأرضيات مرتفعة، إضافة إلى تجهيزات صحية أساسية.
دعوات لتدخل دولي عاجل
دعت مؤسسات إنسانية وحقوقية المجتمع الدولي إلى التحرك السريع لتقديم الدعم للنازحين في غزة، وتوفير مساعدات عاجلة تشمل مواد غذائية، أدوية، وخيام مقاومة للظروف الجوية.
وشددت هذه المؤسسات على أن استمرار الأزمة دون حلول عملية سيؤدي إلى كارثة إنسانية مضاعفة، خاصة مع توقع استمرار المنخفض الجوي خلال الأيام المقبلة.
مأساة إنسانية تتطلب استجابة عاجلة
تعكس مشاهد الخيام الغارقة في غزة حجم المأساة الإنسانية التي يعيشها النازحون، حيث يواجهون قسوة الحرب وتداعياتها، إلى جانب قسوة الطبيعة والبرد القارس.
وقال الدفاع المدني في بيان مقتضب: "الوضع في المخيمات الحرجة للغاية، وفرقنا تعمل بأقصى طاقتها لإنقاذ العائلات، لكننا بحاجة إلى دعم عاجل لتفادي كارثة إنسانية أكبر."
وبهذا، يبقى النازحون في غزة بين مطرقة النزوح وسندان الظروف الجوية، في انتظار استجابة دولية تضع حدًا لمعاناتهم المتفاقمة.
طالع أيضًا:
"ليلة مأساوية".. مياه الأمطار تبتلع خيام النازحين في قطاع غزة