قال محمد ضراغمة، مدير قناة الشرق في رام الله، إن الأخبار التي تتحدث عن إمكانية موافقة الولايات المتحدة على صفقة تزويد السعودية بطائرات مقاتلة من طراز "إف-35" تعد غير واقعية، مؤكدًا أن المملكة تتبع سياسة مستقلة بعيدة عن أي انجرار لمصالح حكومية إسرائيلية أو ضغوط خارجية.
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "أول خبر"، على إذاعة الشمس: "السعودية لديها رؤية استراتيجية واضحة تمتد لعشرين إلى ثلاثين سنة، ولا ترى في الحكومة الإسرائيلية الحالية شريكًا سياسيًا يمكن الاعتماد عليه".
وأضاف أن المملكة العربية السعودية لا تقبل أي علاقات أو مسارات غير موثوقة مع أي جهة سياسية، مؤكدة أن أي تعاون مستقبلي مشروط بحل القضية الفلسطينية وضمان مصالحها الوطنية.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة، وإدارة الرئيس دونالد ترامب، تحتاج إلى شراكة السعودية في أي تحرك استراتيجي إقليمي، لكنها لا تستطيع فرض قرارات على الرياض.
وتابع: "السعودية لم تعد دولة تابعة بل لاعب محوري في السياسة الإقليمية، لديها أوراق ضغط ومرونة في التحركات".
ضراغمة: السعودية الجديدة تختلف عن القديمة
وأضاف ضراغمة أن العلاقات التاريخية للمملكة مع الإدارات الأمريكية تميل أحيانًا إلى الجمهوريين، لكنها لا تحدد سياساتها بناءً على أي جهة خارجية، مشددًا على أن "السعودية الجديدة تختلف عن السعودية القديمة، فهي تمتلك القدرة على المناورة واتخاذ القرارات وفق مصالحها الوطنية".
وحول الدور السعودي في الساحة الفلسطينية، قال ضراغمة إن المملكة تتبع سياسة دبلوماسية هادئة، تؤثر بها على القرارات الجوهرية دون الانخراط المباشر في الصراعات، بينما تركز على ملفات أخرى إقليمية مثل سوريا ولبنان.
وأكد ضراغمة أن أي صفقة عسكرية أو تعاون استراتيجي تتطلب من السعودية تقييم شامل لكل العوامل السياسية والعسكرية، بما فيها الوضع الإسرائيلي والضغوط الدولية، موضحًا أن المملكة تملك خيارات متعددة ولا تعتمد على أي طرف واحد في تحقيق مصالحها.