تبرز معطيات حديثة وجود فجوة حادّة بين المجتمعات في البلاد، إذ تعيش 58% من الأسر العربية في حالة انعدام أمن غذائي، ولا تتمتع سوى 10% منها بمستوى عالٍ من الأمن الغذائي.
كما تشير الأرقام إلى أنّ الأسر العربية التي لديها طفل أو طفلان أكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي بـ3.5 مرات مقارنة بالأسر اليهودية غير الحريدية، بينما يبلغ المعدل بين الحريديم 25%.
وفي مداخلة هاتفية ضمن برنامج "يوم جديد" على إذاعة الشمس، قال رائد إدريس، مدير السوق الخيري المجاني في طمرة، إنّ المشروع الذي أُقيم قبل أربع سنوات بات يخدم اليوم "ألف عائلة أسبوعيًا من طمرة وضواحيها ومن مختلف البلدات القريبة"، مشيرًا إلى أنّ السوق يوفّر سلة غذائية كاملة "تكفي عائلة من خمسة إلى ستة أشخاص لمدة أسبوع"، وتشمل الخضار والفواكه والطحين والزيت والأرز والمواد الأساسية، إضافة إلى اللحوم أو الدجاج.
السوق الخيري في طمرة يواجه موجة طلب غير مسبوقة وسط اتساع دائرة الفقر
وأوضح إدريس أن السوق يعمل يوم الخميس أسبوعيًا من الساعة الثانية عشرة ظهرًا حتى الخامسة مساءً، حيث تحصل كل عائلة على رقم انتظار لضمان تنظيم الدور. وأضاف: "هناك عائلات ثابتة تتوجّه إلينا بشكل دائم، لكن كل أسبوع تنضم من 10 إلى 20 عائلة جديدة. العائلات لا تتبدّل، بل تزداد للأسف".
وبيّن إدريس أن إدارة المشروع اختارت عدم مطالبة العائلات بأي مستندات لإثبات الحاجة، قائلاً: "أي شخص يصل إلينا فهو بالتأكيد محتاج. نحن لا نطلب ملفات أو أوراق. من يصل إلى ساحة المركز الجماهيري يوم الخميس يستحق أن يحصل على السلة الغذائية".
وأشار إلى أنّ الشعور بالحرج كان ظاهرًا في المراحل الأولى من عمل المشروع، لكنه اختفى تدريجيًا مع ازدياد حجم العائلات الوافدة. وقال: "أحيانًا يصل العدد إلى 800 عائلة في يوم واحد. الناس تأتي بشكل طبيعي لأن الحاجة أصبحت واضحة ومؤلمة".
وأكد إدريس أنّ السوق يحافظ على استمراريته بفضل تعاون تجار طمرة، موضحًا: "التجار جميعًا قالوا لنا ممنوع أن تنقص أي مادة في السوق. يكفي أن أتواصل معهم فيغطّون أي نقص فورًا". كما أشار إلى دعم جهات يهودية وجمعيات مختلفة، بالإضافة إلى تبرعات تصل من مكتب رئيس الدولة.
واختتم حديثه بالتشديد على أنّ أبواب السوق مفتوحة للجميع دون تمييز، قائلاً: "نحن نعطي العرب واليهود وكل من يحتاج. أي إنسان يصل إلينا يأخذ حقه كاملًا".
