قال المحلل السياسي طارق وهبي إن الإعلان الفرنسي بشأن استعداد باريس لبيع ما يصل إلى مئة طائرة مقاتلة من طراز رافال لأوكرانيا، إضافة إلى أنظمة دفاع جوي وطائرات مسيرة، يمثل خطوة سياسية ذات أبعاد تتجاوز مجرد صفقة تسليح تقليدية، في ظل السباق الدولي على دعم كييف.
وفي مداخلة هاتفية ضمن برنامج يوم جديد على إذاعة الشمس، أوضح وهبي أن ما جرى توقيعه في باريس خلال زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ليس "اتفاق شراء كاملا"، بل "رسالة مبادئ" تؤكد استعداد فرنسا لتزويد أوكرانيا بأنظمة صاروخية اعتراضية وطائرات مسيرة وبرنامج لشراء طائرات رافال. وقال إن "الحديث عن مئة طائرة مسألة صعبة ماليا، لأن كييف لا تملك القدرة على تمويل صفقة تتجاوز قيمتها ستين مليار يورو".
وكشف وهبي أن باريس تعمل على دفع الاتحاد الأوروبي لاستخدام الفوائد المالية المتراكمة على الأرصدة الروسية المجمدة في البنوك الأوروبية لتمويل مشتريات أوكرانيا. وأضاف: "الاتحاد الأوروبي يرى أن على روسيا تحمل كلفة الدمار الذي أحدثته في أوكرانيا، ولذلك يتم استخدام الفوائد وليس أصل الأموال"، معتبرا أن هذه الآلية ستؤدي إلى توتر إضافي مع موسكو.
وأشار وهبي إلى وجود "برنامج عسكري متقدم جدا" بين باريس وكييف يتضمن تصنيع ثلاثة أنواع من الطائرات المسيرة، بينها المسيرات الانتحارية والمسيرات ذات المدى البعيد القادرة على ضرب قواعد عسكرية ومواقع حساسة داخل الأراضي الأوكرانية. وقال إن أوكرانيا بدأت بالفعل إنتاج هذه المسيرات قبل أكثر من سبعة أشهر، وتركز على التصنيع في مناطق غربي البلاد.
ورأى وهبي أن المشهد يعكس نوعا من التنافس في التسليح بين واشنطن وباريس، لكنه شدد على أن "حجم الأموال مختلف، فشراء طائرة F-35 ليس مثل شراء رافال رغم قيمتها العسكرية العالية". وأضاف أن المفاوضات بين الرئيسين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب "لم تحقق أي تقدم"، معتبرا أن "بوتين لا يستمع لأحد، وترامب لا يهتم إلا بمصالحه".
وقال وهبي إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يسعى مع ألمانيا وبريطانيا إلى بناء "تحالف عسكري سياسي" يضمن استمرار دعم أوكرانيا حتى لا تصبح "رهينة قرار ترامب"، مضيفا: "أوروبا لا تريد أن يترك ترامب بوتين يضغط على أوكرانيا، لكنها أيضا لا تملك القوة العسكرية الأميركية".
وختم وهبي بالقول إن الرد الروسي على إعلان النوايا الفرنسي قد يحمل رسائل تصعيدية، مضيفا: "سنرى أي رد فعل ستتخذه موسكو تجاه الخطوة الفرنسية".