قال الدكتور محمد خلايلة، المحاضر في العلوم السياسية، إن النقاش حول المشاركة السياسية في الانتخابات المقبلة لا يمكن حسمه بعامل واحد، مشيرًا إلى أن استطلاعات الرأي الأخيرة تظهر حالة واسعة من الغضب والإحباط في الشارع العربي، خصوصًا مع محاولات اليمين في إسرائيل تقليل نسبة المشاركة السياسية.
وأضاف في مداخلة هاتفية ضمن برنامج "أول خبر"، على إذاعة الشمس، أن هذه السياسات تولد في كثير من الأحيان رد فعل عكسي لدى الناخب العربي، الذي قد يرى في التصويت وسيلة للتصدي لمحاولات القمع والشطب.
وتابع: "مشاعر الغضب والخوف من فقدان التأثير السياسي تعزز الرغبة بالمشاركة، لكن ذلك يبقى مرتبطًا بعوامل داخلية أخرى تتعلق بالأحزاب نفسها، وطريقة انتظامها، وخطابها السياسي، وقدرتها على تقديم مشروع واضح يترجم هذه المشاعر إلى فعل سياسي مؤثر".
د. خلايلة: محاولات الشطب ليست جديدة
وأشار إلى أن محاولات الشطب التي يقودها اليمين ليست جديدة، مؤكدًا أن سياقها مرتبط برغبة اليمين في الحفاظ على احتكار آليات اتخاذ القرار بيد الأغلبية اليهودية.
وبيّن أن اليمين يعمل منذ سنوات على إضعاف المشاركة السياسية للعرب، وإبقاء ممثليهم خارج اللعبة الائتلافية، وذلك لضمان أفضلية انتخابية تسمح له بتشكيل الحكومات المقبلة.
وأوضح خلايلة أن تقليل نسبة الحسم أو تشكيل أحزاب ظل أو قوائم تابعة هو جزء من الأدوات التي قد تُستخدم في المرحلة المقبلة، لكنه شكك في فعاليتها داخل المجتمع العربي اليوم، خصوصًا مع تغيّر توقعات الناخبين ورغبتهم برؤية وجوه وخطابات جديدة.
وأضاف أن إنشاء أحزاب جديدة ما زال يصطدم بعوائق تنظيمية كبيرة مثل نقص الموارد والقدرة على التنظيم، إضافة إلى العقبات السياسية المرتبطة بإمكان تنفيذ الشطب.
واستطرد: "تجربة القائمة العربية الموحدة، وخطابها المختلف الذي حملها إلى المشاركة في الائتلاف الحكومي في السابق، لا تمنع اليمين اليوم من الطعن في مشروعها السياسي ومحاولة نزع شرعيته".
وأوضح أن الهدف من ذلك هو إبقاء المشاركة العربية منخفضة، ودفع الأحزاب نحو التشتت، مما يقلل فرص تجاوزها نسبة الحسم.
وختم خلايلة بالقول إن استمرار التشرذم الحزبي، في ظل تصاعد العنف والجريمة وهدم البيوت وتداعيات الحرب، قد يعمق أزمة الثقة بين الجمهور العربي وأحزابه، ويدفع قطاعات واسعة إلى الإحباط بدل المشاركة.