يرى عصام شحادة، رئيس مجلس كفر ياسيف المحلي، أن البلدة تعيش واحدة من أصعب المراحل في ظل استمرار موجات الجريمة، خصوصًا بعد مقتل الفتى نبيل أشرف صفية قبل أيام.
وأضاف في مداخلة ضمن برنامج "يوم جديد" على إذاعة الشمس: "الأمل أن تكون وفاة نبيل نهاية هذا المسار الدموي في المجتمع العربي، لكن الواقع يشير إلى عكس ذلك، إذ سُجّلت منذ مقتله أربعة أو خمسة حوادث قتل جديدة، لنصل إلى 208 ضحايا منذ بداية العام، الحزن والغضب مشروعان، لكنهما غير كافيين أمام واقع تُسلب فيه حياة الأبرياء يوميًا".
وأوضح شحادة أنّ المجلس المحلي يقوم بما يستطيع من تحركات وضغوطات، رغم محدودية الأدوات المتاحة، مشيرًا إلى تنظيم مسيرة طلابية تنطلق من المدرسة الثانوية وصولًا إلى بيت العزاء.
لكنه شدد على أنّ غياب دور أجهزة الأمن في جمع السلاح ومعاقبة المجرمين يمنح "ضوءًا أخضر لاستمرار الجريمة"، وأنّ كل قاتل يشعر بأنه بمنأى عن العقاب، مما يزيد من تدهور الوضع.
اجتماعات مع الشرطة
وتحدث شحادة عن اجتماعات متكررة مع محطة الشرطة في البلدة، وطلبات واضحة بزيادة الدوريات، مؤكدًا أنّ تغييرات محدودة بدأت بالظهور، لكنها غير كافية، مضيفًا: "نحن نتحدث عن سيارتين فقط وسبعة أو ثمانية عناصر شرطة، وهذا لا يمكن أن يوفّر حماية حقيقية".
وأشار إلى أنّ المطلوب اليوم هو تغيير في القوانين، ومنح صلاحيات أوسع لقوات الأمن في التعامل مع الجريمة في البلدات العربية.
كما كشف شحادة أنّ المجلس يفكّر بخطوات لتعزيز الأمن المحلي، من بينها تشغيل شركات حراسة وتمويلها من خلال رسوم إضافية قد تُضاف إلى ضريبة الأرنونا.
أجواء مرعبة
وأكد أنّ الأجواء في كفر ياسيف أصبحت "مليئة بالرعب"، لدرجة أنّ الأهالي لم يعودوا يسمحون لأولادهم بالذهاب مشيًا إلى المدارس بعد مقتل نبيل ونضال، حارس المدرسة الذي قُتل قبل أسابيع.
وانتقد شحادة مقترح الوزيرة ماي غولان الذي تقدّمت به قبل أسبوعين لوقف ميزانيات حراسة المدارس بحجة نقص الميزانيات، معتبرًا أنّ هذه الخطوة خطيرة وتمسّ الأمن الشخصي للطلاب.
وختم حديثه قائلًا: "الميزانية التي رُصدت للوسط العربي يجري الحديث عن سحبها وتحويلها لجهات أخرى، بينما نحن نُقتل في الشوارع، وهذا دليل على غياب الإرادة السياسية لحل الأزمة".