شهدت مناطق عديدة في قطاع غزة، منذ فجر اليوم الاثنين، تصعيد ميداني، حيث أطلقت دبابات الجيش الإسرائيلي نيرانها قرب محور موارج شمال رفح، بالتزامن مع إطلاق نار من الآليات العسكرية الإسرائيلية في المنطقة ذاتها شمال مدينة رفح جنوب القطاع.
كما شن الطيران الإسرائيلي غارات جوية استهدفت المناطق الشرقية لمدينة خان يونس، مما يزيد من حدة التصعيد على الأرض.
حماس تلمّح لخيارات تجميد أو تخزين السلاح ضمن اتفاق وقف النار
في وقت متأخر من مساء الأحد، برز تطوّر لافت في مسار المفاوضات الجارية بشأن تثبيت وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، بعدما أعلن مسؤول رفيع في الحركة استعدادها لمناقشة ما وصفه بـ"تجميد أو تخزين" ترسانتها من الأسلحة، في خطوة تُعدّ الأولى من نوعها على لسان قيادة سياسية بارزة داخل الحركة.
جاءت التصريحات التي أدلى بها باسم نعيم، عضو المكتب السياسي لحماس والمسؤول عن ملفات سياسية حساسة، بينما تستعد الأطراف للدخول في المرحلة الثانية والأكثر تعقيدًا من الاتفاق الذي تم التوصل إليه بوساطة أميركية، استنادًا إلى خطة أميركية من 20 نقطة صاغها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في أكتوبر بمشاركة دول دولية ضامنة.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
حماس منفتحة على تبني نهج شامل لتجنب التصعيد
وقال نعيم في حديث لوكالة "أسوشيتد برس" إن الحركة منفتحة على تبنّي نهج شامل لتجنّب التصعيد ومنع أي تفجّر جديد للوضع، مضيفًا أن حماس، رغم تمسّكها بحقها في المقاومة، مستعدة لمناقشة إلقاء أسلحتها ضمن مسار يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية.
وألمح نعيم إلى أن تطبيق ذلك يحتاج إلى إطار سياسي وزمني واضح، مقترحًا هدنة طويلة لمدة تتراوح بين خمس وعشر سنوات، تُستخدم لبحث ترتيبات الأمن والإدارة وبناء الثقة.
وأكد أن الوقت يجب أن يُستغل بجدية وبطريقة شاملة، مشددًا على أن الحركة منفتحة جدًا لمناقشة مستقبل أسلحتها ضمن ضمانات فلسطينية تكفل عدم استخدامها خلال فترة الهدنة.
أبرز السيناريوهات المطروحة
وأوضح أن السيناريوهات المطروحة تشمل تجميد أو تخزين أو إلقاء الأسلحة، شرط وجود التزامات متبادلة وضمانات واضحة، لافتًا إلى أن العديد من النقاط في خطة ترامب لا تزال بحاجة إلى توضيحات، وخاصة ما يتعلق بدور قوة الاستقرار الدولية المقترح نشرها.
وتعتبر مسألة القوة الدولية إحدى أعقد القضايا المطروحة، إذ تُثار تساؤلات حول ما إذا كانت ستسند إليها مهمة نزع سلاح حماس، وهو ما وصفه نعيم بأنه غير مقبول تمامًا، مؤكداً أن الحركة يمكن أن ترحب بقوة أممية تراقب وقف إطلاق النار من قرب الحدود، وتوثّق الانتهاكات وتمنع التصعيد، دون أن تمنح أي تفويض للعمل داخل الأراضي الفلسطينية.
تقدم بين حماس والسلطة بشأن تشكيل لجنة تكنوقراط
وفي مؤشر على وجود تقدم موازٍ في الملفات المدنية، كشف نعيم عن إحراز تقدم بين حماس والسلطة الفلسطينية بشأن تشكيل لجنة التكنوقراط التي ستتولى إدارة الشؤون اليومية في قطاع غزة.
وبحسبه، فقد اتُفق على أن يرأس اللجنة وزير في الحكومة الفلسطينية يقيم في الضفة الغربية ومن أصول غزية، دون الإعلان عن اسمه، غير أن مصادر داخل الحركة، فضلت عدم كشف هويتها، رجّحت أن يكون الوزير المقصود هو وزير الصحة ماجد أبو رمضان.
اقرأ أيضا