تشهد غزة تطورات ميدانية وإنسانية متسارعة وسط اتساع سيطرة الجيش الإسرائيلي على مزيد من المناطق، مقابل تراجع شديد في قدرة السكان على الحصول على الغذاء والمأوى، في وقت تتحضر فيه غزة لمنخفض جوي جديد قد يفاقم الأوضاع الإنسانية للنازحين داخل الخيام.
وقال الصحافي عماد أبو شاويش من قطاع غزة إن الواقع اليومي على الأرض يختلف تمامًا عن الروايات المتداولة.
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "يوم جديد"، على إذاعة الشمس: "نسمع جعجعة ولا نرى طحينا، فما يتحرك الآن فقط هو النقاط الصفراء التي يتقدم بها الجيش من الشرق يوميًا، نسبة السيطرة بدأت بـ51% للجيش مقابل 49% لغيره، واليوم وصلت إلى 53%، وغدًا قد تصل إلى 54% ثم 55%، في تمدد مستمر".
وأشار أبو شاويش إلى أن الجيش "لم يترك منطقة في غزة إلا ونخلها تنخيلا" خلال بحثه عن الجندي الإسرائيلي المفقود، مرجحًا أن يكون البحث جاريًا في منطقة الزيتون شرق غزة.
تحذيرات من منخفض جوي
وأضاف أن الطقس البارد لا يعيق العمليات الميدانية حتى الآن، لكنه حذر من منخفض جوي يقترب من القطاع: "هناك 750 ألف نازح في خيام مهترئة، والجيش يمنع دخول خيام جديدة أو ملابس أو مساعدات كافية".
وأوضح أن دخول المساعدات ما يزال محدودًا جدًا، مشيرًا إلى أن "ستة آلاف شاحنة تابعة للأونروا لم يسمح لها بالدخول، بينما لا يصل للقطاع سوى كميات قليلة عبر الهلال الأحمر الإماراتي واللجنة القطرية وبعض المساعدات المتفرقة، حتى اليونسيف لا يُسمح لها إلا بالقليل من الدقيق والزيت، بينما تعتمد الأسر على التوزيع الذاتي".
حقيقة الخطة الأمريكية لبناء مدينة في رفح
وحول ما يتداول بشأن خطط أمريكية لبناء مدينة جديدة في رفح، قال أبو شاويش إن ما شاهده السكان يشير إلى نشاط واسع لشركات مقاولات وكسارات تعمل في إزالة الركام وجمع الحديد.
وأضاف: "ربما يلوح شيء في الأفق له علاقة ببناء مدينة لا تتبع للسيطرة الإسرائيلية المباشرة، وربما لقوات دولية".
وفي ما يتعلق بمستقبل إدارة القطاع، قال: "ليس لدينا مشكلة في عودة السلطة الوطنية لإدارة غزة أو إدارة معبر رفح، لكن يجب أن تكون حرية الخروج والدخول مكفولة للناس، لا أن يتم تدمير الحياة في غزة ثم فتح المعبر باتجاه واحد فقط".