شهدت الضفة الغربية فجر وصباح الثلاثاء حملة واسعة من المداهمات والاقتحامات نفذتها القوات الإسرائيلية في مناطق متفرقة، حيث جرى اقتحام عشرات المنازل والعبث بمحتوياتها، إضافة إلى إخضاع سكانها لتحقيقات ميدانية واحتجازهم لساعات طويلة، وأسفرت الحملة عن اعتقال عدد من الفلسطينيين ونقلهم إلى التحقيق لدى الأجهزة الاستخبارية.
مواجهات في عدة بلدات
تزامنًا مع هذه العمليات، اندلعت مواجهات بين شبان فلسطينيين والقوات الإسرائيلية في عدة بلدات، استخدم خلالها الجيش الرصاص الحي وقنابل الصوت لتفريق المحتجين.
ففي جنين، جرى اقتحام بلدة عرابة، بينما شهدت رام الله اقتحام جامعة بيرزيت وعدد من القرى، بينها طمون جنوب طوباس، وبيت فوريك شرق نابلس، والمغير وأبو فلاح شمال شرق رام الله، ما أدى إلى مواجهات عنيفة تخللها إطلاق رصاص وقنابل صوتية.
اعتقالات وهدم منازل
كما اعتُقل الشاب محمود أبو عمر من بلدة الخضر في بيت لحم، والطفل تامر بحر من بلدة بيت أمر شمال الخليل، فيما واصلت القوات عملياتها في مدن وبلدات أخرى بينها الظاهرية وبيت فجار وتقوع، مع إطلاق قنابل إنارة في بعض المناطق.
وفي السياق ذاته، أفادت منظمة "البيدر" الحقوقية بأن القوات الإسرائيلية هدمت موقعًا سكنيًا لعائلة داوود البعران في منطقة "الديوك التحتا" غرب أريحا.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
اعتداءات المستوطنين وتصعيد استيطاني
بالتوازي مع ذلك، نفذ مستوطنون اعتداءات في قرية المنيا قرب كيسان شرق بيت لحم، حيث قاموا بحراثة أراضٍ فلسطينية ضمن تصعيد استيطاني متواصل في المنطقة، ما أثار حالة من الغضب بين الأهالي الذين اعتبروا هذه الممارسات جزءًا من سياسة تهدف إلى فرض واقع جديد على الأرض.
حصيلة التصعيد منذ أكتوبر 2023
منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة في تشرين الأول/أكتوبر 2023، تشهد الضفة الغربية والقدس تصاعدًا حادًا في الاعتداءات، ما أدى إلى ارتقاء أكثر من 1092 فلسطينيًا وإصابة نحو 11 ألفًا، إضافة إلى اعتقال أكثر من 18 ألف شخص، بحسب إحصائيات فلسطينية. هذه التطورات تركت آثارًا إنسانية وأمنية واسعة على مختلف مناطق الضفة والقدس، وسط مخاوف من استمرار التصعيد.
وفي بيان صادر عن منظمة "البيدر" الحقوقية: "إن عمليات الهدم والاعتداءات المتواصلة في الضفة الغربية، إلى جانب المداهمات والاعتقالات، تمثل تصعيدًا خطيرًا يهدد حياة المدنيين ويزيد من معاناتهم اليومية، والمطلوب اليوم هو تدخل دولي عاجل لحماية السكان ووقف هذه الانتهاكات."
وبهذا، يتضح أن الضفة الغربية تعيش حالة من التوتر المتصاعد، مع استمرار المداهمات والاعتقالات والاعتداءات، ما يضع مستقبل الأوضاع الإنسانية والأمنية أمام تحديات كبيرة تتطلب حلولًا عاجلة.
طالع أيضًا:
تطورات الضفة الغربية|اعتقالات موسعة ومداهمات أسفرت عن سقوط جرحى