طالبت الولايات المتحدة إسرائيل بتحمل تكاليف إزالة الأنقاض من قطاع غزة، بعد عامين من الحرب التي دمرت معظم مبانيه بشكل شبه كامل، ووفق تقرير نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، فإن إسرائيل وافقت مبدئيًا على الطلب، وستبدأ بإخلاء منطقة في رفح جنوبي القطاع تمهيدًا لإعادة إعمارها.
حجم الدمار في غزة
تقرير حديث لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أشار إلى أن غزة تحتوي على نحو 68 مليون طن من الأنقاض، بحسب تقديرات برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
ويعادل هذا الحجم الضخم ما يقارب 186 مبنى بحجم "إمباير ستيت" الشهير في نيويورك، ما يعكس حجم الكارثة العمرانية التي لحقت بالقطاع. وتقدر تكلفة إزالة الأنقاض بأكثر من مليار دولار، في عملية يتوقع أن تستمر لسنوات طويلة.
المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار
إزالة الأنقاض تُعد شرطًا أساسيًا لبدء أعمال إعادة الإعمار، وفق المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار الذي رعته واشنطن، وتطمح الإدارة الأميركية إلى أن تكون مدينة رفح نموذجًا أوليًا لرؤية الرئيس الأميركي دونالد ترامب في إعادة تأهيل القطاع، بحيث تصبح تجربة ناجحة يمكن تعميمها لاحقًا على باقي المناطق.
الموقف القطري
من جانبها، أكدت قطر أن إسرائيل وحدها تتحمل مسؤولية إصلاح الأضرار التي لحقت بقطاع غزة نتيجة الحرب. وفي مقابلة مع المذيع الأميركي تاكر كارلسون، قال رئيس الوزراء القطري محمد عبد الرحمن آل ثاني: "لن نتخلى عن الفلسطينيين، لكننا لن نوقع على الشيكات التي ستعيد بناء ما دمره غيرنا."
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
غياب الرد الإسرائيلي
حتى الآن، لم يصدر أي تعليق رسمي من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن المطلب الأميركي أو الموقف القطري، فيما تشير مصادر دبلوماسية إلى أن النقاشات لا تزال جارية حول آليات التنفيذ والتمويل.
وفي ختام التقرير، شددت مصادر دبلوماسية على أن إزالة الأنقاض تمثل الخطوة الأولى والضرورية لإعادة إعمار غزة، وأن نجاح هذه العملية سيحدد مستقبل القطاع لعقود مقبلة.
وجاء في بيان صادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي: "إعادة الحياة إلى غزة تبدأ من رفع الركام، فبدون هذه الخطوة لن يكون هناك أساس لأي عملية إعمار حقيقية."
وبهذا، يبقى ملف إعادة إعمار غزة مرتبطًا بمدى التزام الأطراف الدولية والإقليمية بتحمل مسؤولياتها، وسط ضغوط أميركية متزايدة على إسرائيل للبدء في تحمل التكلفة المالية والعملية لهذه المهمة الشاقة.
طالع أيضًا:
مؤتمر في نابلس يناقش تطوير أدوات نفسية فلسطينية تواكب واقع الصدمات