انعقد مؤتمر الصحة النفسية في السياق الفلسطيني هذا العام في ظل ظروف ضاغطة يمر بها الفلسطينيون في مختلف أماكن تواجدهم، سواء في الضفة الغربية أو غزة أو مناطق الداخل.
ويهدف المؤتمر بنسخته الثانية إلى تقييم واقع الصحة النفسية، وقراءة التحولات التي فرضتها الأحداث الأخيرة، إضافة إلى بحث الاحتياجات المتزايدة الناتجة عن الضغوط الاقتصادية والاجتماعية والأمنية، ومحاولة صياغة استجابات مهنية تتلاءم مع التجربة الفلسطينية وتعقيداتها.
من جانبه، قال عبدالله الخروب، مدير جمعية التغيير المستدام للتنمية في نابلس إن المؤتمر جاء بعد دراسة معمقة لاحتياجات المجتمع الفلسطيني، وهو يسلط الضوء على واقع الصحة النفسية في ظل "تحديات متصاعدة تطال الفلسطينيين في كل أماكن تواجدهم".
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "يوم جديد" على إذاعة الشمس،: "نعمل ضمن برنامج الكمامة النفسية منذ نحو أربع سنوات، مستهدفين الاخصائيين النفسيين والاجتماعيين لتطوير قدراتهم وتحسين جودة الخدمات التي تصل للفئات المختلفة".
وتابع: "هذه اللقاءات قليلة جدا، لكنها أساسية لتعزيز دور علم النفس وتطوير أدوات فلسطينية أصيلة، لا تقوم فقط على استعارة المفاهيم الجاهزة من مراجع عالمية، بل تنطلق من تجاربنا وواقعنا، والهدف هو بناء أدوات تتلاءم مع التجربة الفلسطينية وتستجيب لاحتياجات الناس بمقاييس محلية".
احتراف فن النجاة
وتوقف الخروب عند الجلسة التي حملت عنوان احتراف فن النجاة، مؤكدا أنها "عكست واقعا صعبا يعيشه الفلسطيني، جعله يطوّر آليات خاصة للتعامل مع الصدمات اليومية".
وأشار إلى مفاهيم جديدة ظهرت في المؤتمر، منها مفهوم الخنقة الذي وصفه بأنه "تعبير شعبي واقعي يعكس ضغطا مركبا يعيشه الناس على مستويات عديدة".
وأكد أن تكاليف العلاج النفسي وصعوبة الوصول إليه تزيد من العبء على الفئات المستهدفة، ما يجعل دعم الاخصائيين وتطوير مهاراتهم أمرا ضروريا لضمان وصول الخدمة بجودة مناسبة.
وختم عبدالله الخروب بالتأكيد على أهمية تبني مقاربة فلسطينية خالصة، قائلا: "التوصية الأهم هي أن نتعامل مع الهوية والاحتياج الفلسطينيين بعيدا عن المفاهيم الغربية، لدينا من العلم والخبرة ما يسمح لنا بتطوير أدواتنا ومفاهيمنا الخاصة، وهذا ضروري للنهوض بقطاع الصحة النفسية بما يخدم مجتمعنا بشكل مباشر".