طالبت الإدارة الأميركية، إسرائيل، بالشروع فورًا في إزالة كميات الأنقاض الهائلة المنتشرة في مختلف أنحاء قطاع غزة، والتي خلّفتها العمليات العسكرية خلال العامين الماضيين، مؤكدة أن على إسرائيل تحمّل التكلفة الكاملة لعملية الإزالة، على أن تكون البداية من مدينة رفح جنوب القطاع.
ويأتي هذا الطلب في إطار التحضيرات للمرحلة الثانية من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب وإطلاق مسار إعادة الإعمار.
إسرائيل توافق على الطلب الأمريكي والبداية من رفح
ونقل موقع "واينت" الإسرائيلي عن مصدر سياسي رفيع قوله إن إسرائيل وافقت مبدئيًا على الطلب الأميركي، لكنها ستبدأ في هذه المرحلة بإزالة الأنقاض في حي واحد فقط داخل رفح، في خطوة تجريبية قد تتوسع لاحقًا.
وتُقدَّر تكلفة هذه العملية بعشرات إلى مئات ملايين الشواكل، فيما تشير التقديرات إلى أن إزالة الأنقاض من كامل القطاع قد تتجاوز مليار دولار، وتستغرق سنوات طويلة.
حجم الأنقاض بلغ 86 مليون طن
ووفق تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال"، بلغ حجم الأنقاض في غزة نحو 68 مليون طن، في ظل الدمار الواسع الذي طال الغالبية العظمى من المباني، بحسب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي المشرف على عمليات الإزالة.
وترى الإدارة الأميركية أن رفع الركام شرط أساسي لبدء مرحلة الإعمار، وترغب في أن تكون رفح نموذجًا أوليًا يُحتذى به عند الانتقال لبقية مناطق القطاع، أملاً في جذب السكان للعودة تدريجيًا إلى المناطق المدمّرة.
وتخطط إسرائيل لتنفيذ أعمال إزالة الأنقاض في رفح عبر شركات متخصصة بمشاريع البنى التحتية الكبرى، بتكلفة تصل إلى عدة مليارات من الشواكل، في ظل غياب تعليق رسمي من مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية حول هذه التحركات.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
ضغوط أميركية على على حكومة نتنياهو
وبحسب "واينت"، تمارس إدارة ترامب ضغطًا متزايدًا على حكومة بنيامين نتنياهو للبدء الفوري بتنفيذ المرحلة الثانية من خطتها، غير أن إسرائيل تربط الشروع بهذه الخطوة بإعادة جثة الرهينة الإسرائيلي الأخير المحتجزة لدى حركة حماس، وبوضع تصوّر واضح لخطة نزع سلاح الحركة.
وتخشى تل أبيب من أن تطلب واشنطن بدء المرحلة قبل استكمال هذه الشروط.
نشر قوة دولية في قطاع غزة
وفي موازاة ذلك، تسعى الإدارة الأميركية إلى نشر قوة دولية في قطاع غزة مطلع العام المقبل، بدءًا من رفح نظرًا لضعف وجود حماس فيها.
وتبحث واشنطن مشاركة إندونيسيا وأذربيجان أو إحداهما في القوة الدولية، في حين تبدي دول أخرى تحفظات على إرسال جنود.
كما تضغط الولايات المتحدة لضمّ قوات تركية إلى القوة، وهو ما تعارضه إسرائيل بشدة.
لقاء أميركي إسرائيلي نهاية الأسبوع المقبل
ومن المرتقب أن يلتقي المبعوث الأميركي توم باراك، الأسبوع المقبل، بنتنياهو لإقناعه بالموافقة على دخول قوات تركية، فيما يؤكد رئيس الحكومة الإسرائيلية أن أي قوة دولية لن تكون قادرة على نزع سلاح حماس، ويصرّ على ضرورة استمرار دور الجيش الإسرائيلي في هذا الملف.
وسيبحث الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الحكومة الإسرائيلية في لقائهما نهاية الشهر الجاري آليات الانتقال إلى المرحلة الثانية من الخطة، إلى جانب ملفات أخرى تتعلق بلبنان وسوريا.
وتخشى إسرائيل أن يمارس ترامب ضغوطًا عليها للانسحاب من المناطق السورية التي احتلتها بعد انهيار نظام بشار الأسد قبل عام.
اقرأ أيضا
انهيارات وسيول تجتاح غزة..11 ضحية خلال 24 ساعة ومعاناة تتفاقم مع العاصفة