تعرضت امرأة حامل في شهرها التاسع، مساء أمس، لاعتداء عنيف في مدينة يافا، نفذه ثلاثة شبان، استهدفها وعائلتها بشكل مباشر، وأسفر عن إصابات واختناق جراء رش الغاز، في حادثة وصفتها الضحية بأنها اعتداء عنصري واضح.
وقالت حنان أبو شحادة، المرأة التي تعرضت للاعتداء، إن الحادثة وقعت أثناء عودتها بسيارتها برفقة حماتها وأطفالها، بينما كان زوجها يقود سيارة أخرى أمامها.
وأضافت في مداخلة هاتفية لبرنامج "الظهيرة"، على إذاعة الشمس، أن الشبان أغلقوا الطريق بشكل متعمد، وبدؤوا بالاعتداء أولا على سيارة زوجها، قبل أن يتوجهوا نحو سيارتها ويمنعوها من التقدم.
وأوضحت أبو شحادة أن أحد المعتدين بدأ بضرب السيارة وتوجيه شتائم عنصرية مباشرة لها، ثم اقترب من نافذة السيارة وواصل الاعتداء اللفظي، في حين هاجم معتد آخر الجهة المقابلة حيث كانت تجلس ابنتها، وبصق عليها.
وأكدت أن الهجوم لم يكن نتيجة أي نقاش أو خلاف مروري، بل اعتداء مباشر بسبب كونهم عربا، مشيرة إلى أن مظهرها الديني وارتداء الحجاب جعل هويتهم واضحة للمعتدين.
وأضافت أن حماتها حاولت النزول من السيارة لتهدئة الموقف، إلا أنها تعرضت للدفع بعنف، ما دفعها إلى استخدام منبه السيارة والاستغاثة بالجيران.
وأشارت إلى أن زوجها نزل من سيارته لمحاولة حماية والدته وأطفاله، لكنه تعرض بدوره للاعتداء الجسدي، فيما كانت تصرخ وتحاول الاتصال بالشرطة وسط حالة من الذعر، خاصة مع بكاء الأطفال داخل السيارة.
وأكدت أبو شحادة أن المعتدين استخدموا الغاز، ما تسبب باختناقها وأطفالها وحماتها، قائلة إن العائلة اضطرت للتوجه إلى المستشفى لإجراء فحوصات طبية بسبب صعوبة التنفس وحرقان العينين والأنف والجلد.
وأوضحت أن الشرطة حضرت لاحقا، إلا أن التعامل معها كان صعبا، حيث طُلب منها تقديم إفادة مطولة حتى ساعات متأخرة من الليل، مضيفة أن الشعور السائد كان وكأن العائلة هي المتهمة.
ورفضت بشكل قاطع توصيف الحادثة على أنها خلاف شخصي، مؤكدة أن الاعتداء كان عنصريا بامتياز.
وأشارت إلى أن جيرانها اليهود أبدوا تعاطفا، لكنهم خافوا من التدخل، مضيفة أن الحادثة تركت آثارا نفسية عميقة على أطفالها الذين باتوا يعانون من الخوف ولا يستطيعون النوم أو التحرك بحرية داخل المنزل.
وختمت أبو شحادة بالقول إن الشرطة وعدت بملاحقة المعتدين، لكنها شددت على أنها لن تصمت، مؤكدة أن ما جرى لا يجب أن يمر دون محاسبة، لأن الأمن الشخصي للعائلات العربية في يافا بات مهددا بشكل حقيقي.
