أعلنت الهيئة الإسلامية العليا في يافا الإضراب الشامل في المدينة، اليوم، احتجاجا على الاعتداء العنصري الذي تعرضت له مواطنة عربية حامل وأطفالها، أول أمس السبت، وعلى ما وصفته بحملة اعتقالات تعسفية طالت قيادات وشخصيات لم تشارك في الاحتجاجات.
وقال عبد أبو شحادة، ناشط سياسي في يافا، في مداخلة هاتفية ضمن برنامج أول خبر على إذاعة الشمس، إن ما يجري حاليا في المدينة يمثل تصعيدا خطيرا في تعامل الشرطة مع المجتمع العربي، مشيرا إلى أن الاعتقالات لم تقتصر على المشاركين في الاحتجاج، بل طالت أشخاصا لم يشاركوا فيه من الأساس.
اعتقال 15 شخصا بدون مبرر قانوني
وأوضح أبو شحادة أن الشرطة اعتقلت حتى الآن ما بين 14 إلى 15 شخصا، من بينهم ثلاثة أئمة مساجد، ومحام، ومحاسب، مؤكدا أن ما جرى في جلسات المحكمة لا يستند إلى أي مبرر قانوني حقيقي، وإنما يأتي في إطار ضغط سياسي واضح. وأضاف أن المنطق كان يقتضي اعتقال المعتدين على المرأة الحامل، وليس ملاحقة المحتجين والقيادات المجتمعية.
وأشار إلى أن الإضراب الشامل في يافا يشكل خطوة احتجاجية مهمة، مؤكدا أن المدينة ليست وحدها في هذا الموقف، لافتا إلى تظاهرة نسائية شاركت فيها نحو 230 امرأة عربية ويهودية، خرجن للاحتجاج على عنف المستوطنين والخوف المتزايد الذي تعيشه النساء العربيات في الحيز العام.
تضامن من السكان اليهود
وانتقد أبو شحادة موقف بلدية تل أبيب – يافا، معتبرا أنها تبنت رواية الشرطة ورفعت يدها عن المسؤولية، رغم تكرار التحذيرات من تصاعد اعتداءات ما وصفها بـ"النواة التوراتية" في المدينة. وأكد في المقابل وجود مواقف إنسانية متضامنة من جيران يهود، رغم الخلافات السياسية، مشددا على أن أي خلاف لا يبرر الاعتداء على نساء حوامل أو أطفال.
وحذر أبو شحادة من أن حملة الاعتقالات تحمل رسالة واضحة مفادها أن كل من يخرج للاحتجاج على تصرفات الشرطة سيواجه الاعتقال، معتبرا أن القرار سياسي ويأتي استجابة لضغوط وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، على حد تعبيره.
تجاوب واسع مع الإضراب في يافا
وأضاف أن الشرطة باتت تعتقل أشخاصا على خلفية منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، مشيرا إلى اعتقال أحد الشبان بسبب منشور كتب فيه "نحن غير خائفين"، دون مشاركته في أي مظاهرة. وأكد أن الشرطة تنوي طلب تمديد اعتقال جميع المعتقلين، بانتظار ما ستقرره المحكمة، خاصة في قضية الشيخ عصام الذي سبق الإفراج عنه ثم استئناف القرار.
وختم أبو شحادة بالتأكيد على أن الإضراب الشامل حظي بتجاوب واسع، مشيرا إلى تضامن لجان أولياء الأمور وأصحاب المحال التجارية، وداعيا الأحزاب السياسية واللجنة المتابعة العليا إلى تحمل مسؤولياتها، محذرا من محاولات جر المجتمع العربي إلى مواجهات تخدم حسابات سياسية ضيقة.