حذر المحامي أمير بدران، عضو بلدية تل أبيب يافا، من تصاعد خطير في وتيرة الاعتداءات العنصرية التي تستهدف المواطنين العرب في مدينة يافا، مؤكدا أن ما يجري لم يعد أحداثا فردية، بل بات نمطا مقلقا يمس الإحساس بالأمن والأمان لدى السكان العرب.
وقال بدران، إن الاعتداءات العنصرية ضد المواطنين العرب في المدينة "ليست جديدة، لكنها تشهد في الفترة الأخيرة تصاعدا غير مسبوق من حيث الكثافة والاستمرارية"، محذرا من حالة انعدام الأمن التي يعيشها السكان العرب في يافا.
وأوضح بدران أن الإضراب الذي أعلنت عنه الهيئة الإسلامية العليا في يافا جاء كأحد أول التحركات الجدية احتجاجا على الاعتداء العنصري الذي تعرضت له المواطنة منال أبو شهاد خيمل وأولادها القاصرين، مؤكدا أن ما جرى لا يمكن التعامل معه كحادث عابر.
تصاعد الاعتداءات بعد 7 أكتوبر ومخاوف من واقع أكثر خطورة
وفي مداخلة هاتفية ضمن برنامج "أول خبر" على إذاعة الشمس، أشار بدران إلى أن ما تشهده يافا هو امتداد لسياسات حكومية عنصرية تعززت بعد 7 أكتوبر، قائلا: "الاعتداءات العنصرية كانت موجودة، لكنها اشتدت بشكل كبير مع صعود هذه الحكومة وتفشي اليمين المتطرف، وأصبحت أكثر عنفا ووضوحا".
وأضاف أن سلسلة الاعتداءات الأخيرة شملت عدة أحياء في المدينة، موضحا: "نحن نتحدث عن ثلاث إلى أربع حوادث اعتداء عنصري خلال الأسبوعين الأخيرين فقط، في يافا وأحياء أخرى، وهذا مؤشر خطير لا يمكن تجاهله".
تضامن عربي يهودي وانتقادات لأداء بلدية تل أبيب يافا
وتحدث بدران عن دور ما يعرف بـ"النواة التوراتية"، معتبرا إياها جزءا من المشكلة، لكنه شدد على أن تحميلها المسؤولية وحدها لا يكفي، وقال: "هذه النواة موجودة في يافا منذ سنوات، وحذرنا من خطورتها منذ اليوم الأول، لأنها تعمل على تهويد الأحياء العربية، لكنها ليست الشماعة الوحيدة، فهناك اعتداءات نفذها مواطنون عاديون، ما يدل على أزمة أعمق في المجتمع".
وأكد بدران وجود تضامن واسع من قوى يهودية تقدمية مع أهالي يافا، مشيرا إلى اجتماع موسع عقد بمشاركة أكثر من 150 شخصا من العرب واليهود، وقال: "اتفقنا أن يكون النضال عربيا يهوديا مشتركا، لأن المعادلة تغيرت كليا، ولم يعد ممكنا التعامل مع هذه القضية على أنها شأن عربي فقط".
صرخة حقيقية ورسالة واضحة
وفي المقابل، وجه بدران انتقادات حادة لبلدية تل أبيب يافا، معتبرا أنها تتعامل مع الاعتداءات باستخفاف، وأضاف: "البلدية تتصرف وكأن ما حدث مجرد خلاف عابر، بينما الحقيقة أنه اعتداء عنصري واضح، وجزء من التسهيلات التي تحصل عليها هذه المجموعات المتطرفة يأتي من البلدية نفسها".
وختم بدران بالقول إن الإضراب الشامل في يافا يشكل "صرخة حقيقية"، مؤكدا ثقته بالمجتمع اليافي، وأضاف: "مجتمعنا متكاتف، ويعلم تماما أنه لا يمكن السكوت على الاعتداء على نسائنا وأطفالنا، وهذا التحرك هو رسالة واضحة بأننا لن نتعامل مع هذا الواقع بصمت".
