تشهد إسرائيل ارتفاعًا حادًا في معدلات الإصابة بفيروس الإنفلونزا، حيث سُجّل منذ مطلع الأسبوع الجاري إدخال 484 مصابًا جديدًا إلى المستشفيات، وفقًا للمعطيات الصادرة عن مركز مكافحة الأمراض التابع لوزارة الصحة، وهذا التصاعد الملحوظ يثير مخاوف من موسم إنفلونزا صعب قد يضغط على المنظومة الصحية.
إصابات خطيرة بين الأطفال والبالغين
أظهرت البيانات أن 14 من المصابين أُدخلوا إلى أقسام العناية المكثفة، بينهم خمسة أطفال، فيما لم توضّح المعطيات ما إذا كان هؤلاء المرضى يعانون من أمراض مزمنة أو حالات صحية سابقة ساهمت في تدهور وضعهم الصحي، ويعكس ذلك خطورة انتشار الفيروس على الفئات العمرية المختلفة، بما في ذلك الأطفال.
ضغط متزايد على العيادات
لم يقتصر الارتفاع على المستشفيات، إذ سُجّل أيضًا تصاعد ملحوظ في عدد المتوجهين إلى العيادات الخاصة وتلك التابعة لصناديق المرضى بسبب أعراض شبيهة بالإنفلونزا.
وأشارت معطيات صندوق المرضى "مكابي" إلى أن نسبة التوجّه للعيادات بلغت مستوى يُصنَّف على أنه مرتفع جدًا، فيما سجّلت معطيات صندوق "كلاليت" صورة مشابهة.
أرقام الموسم الحالي
وفق التقرير الأسبوعي، بلغ عدد المصابين بالإنفلونزا منذ بداية الموسم 2,208 أشخاص، بينهم 862 طفلًا يشكّلون نحو 40% من مجمل الحالات. كما أُدخل 41 طفلًا إلى أقسام العناية المكثفة منذ بداية الموسم، ما يعكس حجم التحدي الذي تواجهه الطواقم الطبية في التعامل مع الفيروس.
فجوات في نسب التطعيم
في المقابل، أظهرت المعطيات أن أكثر من مليون ونصف مليون شخص تلقّوا التطعيم ضد الإنفلونزا في مختلف صناديق المرضى. إلا أن تقارير صحافية كشفت عن فجوات مناطقية كبيرة في نسب تطعيم الأطفال، حيث بلغت معدلات التطعيم في وسط البلاد ثلاثة أضعاف المعدلات في الشمال والجنوب.
ويُعزى ذلك إلى نقص الطواقم التمريضية، إذ يتوفر في وسط البلاد وحيفا عدد ممرضات يفوق بمرتين العدد المتوفر في بلدات الجنوب والشمال.
توصيات وزارة الصحة
وعلى خلفية المخاوف من موسم إنفلونزا صعب، أوصت وزارة الصحة الفئات المعرّضة للخطر بالنظر في ارتداء الكمامات في الأماكن المغلقة والتجمعات الكبيرة، دون فرض إلزام بذلك.
وقال المدير العام للوزارة، موشيه بار سيمان طوف: "هذه ليست تعليمات مُلزِمة ولا يوجد واجب لارتداء الكمامة، لكننا نعتقد أن الأشخاص المنتمين إلى مجموعات الخطر، سواء بسبب العمر أو أمراض مزمنة، من الصواب أن يفكروا في ارتداء الكمامة في أماكن معينة."
حيث تشمل مجموعات الخطر كبار السن ممن تبلغ أعمارهم 65 عامًا فما فوق، والأطفال من عمر ستة أشهر حتى خمس سنوات، والمصابين بالأمراض المزمنة، والنساء الحوامل، والأشخاص الذين يعانون من نقص في المناعة.
ومع استمرار ارتفاع معدلات الإصابة، يبقى الالتزام بالتطعيم والإجراءات الوقائية أبرز أدوات مواجهة موسم الإنفلونزا الحالي، وسط دعوات رسمية لتعاون مجتمعي يخفف الضغط عن المشافي والعيادات.
طالع أيضًا: