تسببت موجة الأمطار الأخيرة في النقب بتفاقم أزمة الطرق الترابية في القرى غير المعترف بها، ما أدى إلى تعطل مئات الطلاب عن الوصول إلى مدارسهم، بعد أن علقت حافلات النقل المدرسي في الأوحال وانشقت الطرق بفعل الأمطار، إضافة إلى تدمير طرق أخرى من قبل "سلطة البدو".
وقال مهدي الأعسم، من شركة الباصات، إن الشركة تعاني من هذه المشكلة منذ سنوات، موضحا أن الطرق المؤدية إلى محطات الطلاب غير معبدة وتتحول في كل شتاء إلى مستنقعات تعيق حركة الحافلات.
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "أول خبر"، على إذاعة الشمس، أن "الشركة تضطر سنويا إلى تمويل إصلاح 30% إلى 50% من الطرق من حسابها الخاص، رغم أن هذه ليست مسؤوليتها".
وأشار الأعسم إلى أن نحو 800 طالب لم يتمكنوا من الوصول إلى مدارسهم خلال الأيام الأخيرة، رغم تزامن ذلك مع فترة الامتحانات، مؤكدا أن الحافلات لم تستطع دخول القرى بسبب الأوحال والانهيارات في الطرق.
وتابع: "الحديث يدور عن مسافات قصيرة لا تتجاوز كيلومترا أو كيلومترين، ولا نطالب بشوارع معبدة، بل بأساسيات بسيطة تتيح مرور الحافلات".
وأوضح أن الشركة توجهت بمخاطبات رسمية إلى وزارة التربية والتعليم والمجلس الإقليمي القسوم، إلا أن الردود اقتصرت على تبادل المسؤوليات وادعاء عدم وجود صلاحيات أو ميزانيات.
تكلفة بسيطة ومخاطر كبيرة
وأضاف: "تكلفة الإصلاح لا تتجاوز عشرات آلاف الشواقل، لكن غياب القرار يترك الطلاب دون حل".
وحذر الأعسم من خطورة الوضع، مشيرا إلى حوادث انزلاق لحافلات وسقوطها في حفر، ما أثار حالة من الهلع بين الطلاب، مؤكدا أن استمرار هذا الواقع يشكل خطرا حقيقيا على سلامتهم.