أعلنت شركة إنفيديا الأميركية، عن إقامة حرمها الجامعي الجديد والضخم في كريات طبعون شمال إسرائيل، كجزء من خطة توسع استراتيجية تعد من الأكبر في تاريخ الشركة خارج الولايات المتحدة، في خطوة تعكس الأهمية المتزايدة لإسرائيل في خارطة صناعة الرقائق والتقنيات المتقدمة.
وقال هانس شقور، المبادر وخبير التكنولوجيا، إن المشروع لا يقتصر على توسع محلي أو بلدي، بل يحمل أبعادا إقليمية واسعة، موضحا أن إنفيديا، التي تعد اليوم من أكبر شركتين في العالم من حيث القيمة السوقية، تواصل تعزيز حضورها في الشمال إلى جانب مركزها الكبير القائم في يوكنعام.
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "يوم جديد"، على إذاعة الشمس، أن الحرم الجديد يمثل مركز تطوير وليس مركز تصنيع، مشيرا إلى أن نشاط إنفيديا الأساسي يتمحور حول تصميم الرقائق، والتحقق منها، وتطوير أجيال جديدة أكثر كفاءة وأمانا، بينما تتم عمليات التصنيع عادة في دول شرق آسيا، وعلى رأسها تايوان، عبر شركات متخصصة.
وأضاف أن الأثر الاقتصادي للمشروع يتجاوز الوظائف المباشرة، موضحا أن كل وظيفة في قطاع التكنولوجيا المتقدمة تخلق ما بين أربع إلى عشر وظائف مرافقة في مجالات الخدمات، والبناء، والمواصلات، والضيافة، والدعم اللوجستي، ما يعني أن الحديث لا يقتصر على آلاف الوظائف، بل على منظومة تشغيلية كاملة ستنمو تدريجيا خلال السنوات المقبلة.
وأشار شقور إلى أن اختيار كريات طبعون جاء بعد منافسة بين عدة بلدات ومدن في الشمال، مؤكدا أن القرب الجغرافي والبنية التحتية، إلى جانب الأثر الاقتصادي طويل الأمد، لعبت دورا حاسما في القرار، وليس فقط العوائد الضريبية للسلطات المحلية.
وفيما يتعلق بالقدرة على توفير الكفاءات البشرية، أكد شقور أن المشروع لن يُنجز بشكل فوري، بل على مراحل تمتد من سنتين إلى ثلاث سنوات على الأقل، ما يتيح المجال لتأهيل مهندسين وخريجين جدد، بمن فيهم أكاديميون من المجتمع العربي، ضمن برامج تدريبية حكومية وخاصة تستهدف الصناعات المتقدمة.
واعتبر "شقور" أن هذا التوسع يعزز من تحول المنطقة الممتدة بين حيفا وكريات طبعون والناصرة إلى ما يشبه وادي تكنولوجي متكامل، شبيه بنماذج عالمية مثل وادي السيليكون، ما قد يجذب لاحقا شركات عالمية إضافية ويعمق مكانة الشمال كمركز رئيسي للصناعات المتقدمة.
وختم بالقول إن وجود إنفيديا بهذا الحجم يعكس أيضا أبعادا سياسية واستراتيجية، في ظل ارتباط صناعة الرقائق بالأمن القومي والاصطفافات الدولية، مؤكدا أن إسرائيل باتت تمثل بالنسبة للشركات الأميركية مركزا ثانيا لا يقل أهمية عن مقراتها الرئيسية في الولايات المتحدة.