قال الصحفي علام صبيحات من تركيا إن التصريحات الصادرة عقب اجتماع ميامي بين تركيا والولايات المتحدة وقطر ومصر توحي، من الناحية النظرية، بوجود أجواء إيجابية تتعلق باستكمال تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق وقف الحرب، وبحث معايير الانتقال إلى المرحلة الثانية خلال الفترة المقبلة.
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "أول خبر"، على إذاعة الشمس: "هذه التفاهمات تصطدم عمليا بما تريده إسرائيل، كونها الفاعل الرئيسي حاليا في قطاع غزة، والقادرة على فرض رؤيتها في عدد كبير من القضايا".
وأشار إلى أن مستقبل الانتقال إلى المرحلة الثانية ما زال مرتبطا بموقف إسرائيل من ملفات جوهرية، أبرزها أماكن انتشار الجيش الإسرائيلي، ومصير سلاح حركة حماس والمقاومة الفلسطينية.
وأضاف أن عددا من الملفات لا يزال يكتنفه الغموض، من بينها ما يسمى بمجلس السلام، ولجنة التكنوقراط التي يفترض أن تدير الشؤون المدنية في القطاع، إلى جانب قضية تشكيل قوة دولية، والتي وصفها بأنها "من أكثر القضايا تعقيدا حتى الآن".
وجود عسكري تركي في غزة
وحول الوجود العسكري التركي المحتمل في غزة، أشار صبيحات إلى أن تصريحات وزير الدفاع التركي الأخيرة تعكس قبولا تركيا بالأمر الواقع، في ظل الرفض الإسرائيلي القاطع لوجود جنود أتراك، رغم أن أنقرة كانت قد جهزت قوة عسكرية لهذا الغرض.
وأكد أن تركيا ما زالت تعول على دور وضغط أمريكي لإحداث تغيير في الموقف الإسرائيلي.
ولفت إلى أن تركيا ترى أن مهمة أي قوة دولية يجب أن تقتصر على الفصل بين الجانبين وضبط الأمن، دون المشاركة في نزع سلاح المقاومة، بالتوازي مع ضرورة تشكيل إدارة مدنية وتدريب شرطة محلية لإدارة شؤون غزة.
وتطرق في ختام حديثه إلى التوترات الإقليمية، مشيرا إلى أن أنقرة لا تعتبر التعاون الإسرائيلي اليوناني القبرصي تهديدا مباشرا لها، لكنها تحذر في المقابل من تسليح جزر منزوعة السلاح في شرق المتوسط، مؤكدا أن ملف غزة بات جزءا من معادلة إقليمية أوسع تشمل سوريا وقبرص وشرق البحر المتوسط.