ناقش مجلس الأمن الدولي، الإثنين، خلال اجتماع طارئ، اعتراف إسرائيل بإقليم أرض الصومال باعتباره "دولة ذات سيادة"، في خطوة أثارت جدلاً واسعًا على المستويين الإقليمي والدولي، الاجتماع جاء بطلب من عدد من الدول الأعضاء التي اعتبرت أن هذه الخطوة تحمل تداعيات سياسية وقانونية كبيرة على مستقبل المنطقة، وعلى العلاقات الدولية المرتبطة بالقرن الإفريقي.
خلفية الاعتراف
إقليم أرض الصومال، الواقع شمال غرب الصومال، أعلن انفصاله من طرف واحد عام 1991، ومنذ ذلك الحين يسعى للحصول على اعتراف دولي بصفته دولة مستقلة، ورغم أنه يتمتع بقدر من الاستقرار الداخلي مقارنة ببقية مناطق الصومال، إلا أن المجتمع الدولي لم يمنحه الاعتراف الرسمي حتى الآن، إعلان إسرائيل الأخير يُعد أول اعتراف من دولة عضو في الأمم المتحدة، ما فتح الباب أمام نقاشات جديدة داخل مجلس الأمن.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
مواقف الدول الأعضاء
خلال الاجتماع، عبّرت بعض الدول عن قلقها من أن الاعتراف قد يؤدي إلى تعقيد الوضع السياسي في الصومال، ويؤثر على جهود الوساطة الدولية الرامية إلى الحفاظ على وحدة البلاد، في المقابل، رأت دول أخرى أن الاعتراف يعكس واقعًا قائمًا منذ عقود، ويجب التعامل معه كجزء من الحلول الممكنة لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
التداعيات الإقليمية
يرى مراقبون أن هذه الخطوة قد تفتح الباب أمام تحولات جديدة في القرن الإفريقي، خاصة أن أرض الصومال تتمتع بموقع استراتيجي على خليج عدن، ما يجعلها محط اهتمام القوى الإقليمية والدولية، كما أن الاعتراف قد يشجع أقاليم أخرى على المطالبة بوضع مشابه، الأمر الذي يثير مخاوف من إعادة رسم الخرائط السياسية في المنطقة.
الموقف الصومالي
الحكومة الصومالية رفضت الاعتراف بشكل قاطع، مؤكدة أن أرض الصومال جزء لا يتجزأ من الدولة الصومالية، وأن أي خطوة أحادية الجانب لن تغيّر من الوضع القانوني للإقليم، وطالبت مجلس الأمن باتخاذ موقف واضح يحافظ على وحدة الأراضي الصومالية ويمنع أي إجراءات قد تؤدي إلى زعزعة الاستقرار.
يبقى النقاش داخل مجلس الأمن مفتوحًا على احتمالات متعددة، بين من يرى الاعتراف خطوة نحو واقع جديد، ومن يصر على التمسك بالقانون الدولي ووحدة الدول، وفي بيان صادر عن الأمم المتحدة عقب الاجتماع، جاء: "إن مجلس الأمن يتابع عن كثب تداعيات الاعتراف بإقليم أرض الصومال، وسيواصل مشاوراته لضمان أن أي خطوات مستقبلية تراعي الاستقرار الإقليمي والقانون الدولي."
طالع أيضًا:
لأول مرة منذ 25 عامًا: إسرائيل تسمح للمستوطنين باقتحام "قبر يوسف" نهارًا