ورحب عماد منى المسؤول عن مقهى الكتاب الثقافي والمكتبة العلمية بالحضور وشكرهم على تلبية الدعوة لحضور الفيلم الوثائقي المتميز وعلى هذا الاهتمام باطلاق فيلم بهذا الحشد المتميز والكبير من القدس . وشكر كل من ساهم في انجاح العرض ابتداء بتلفزيون فلسطين ونادي الصحافة المقدسي ومرورا بالمركز الثقافي الفرنسي ومؤسسة يبوس للانتاج الفني وانتهاء بقصر الحمراء الذي اتاح عرض واطلاق الفيلم في قاعته الفسيحة الجميلة بدون مقابل .
القدس.. حاضرة ثقافية
وفي تقديمه للفيلم قال المخرج رائد دزدار ان فكرته توثيقية للحياة الثقافية والادبية والفنية بشكل خاص في مدينة القدس وفلسطين من خلال اذاعة (هنا القدس ) حيث كانت القدس من اهم المدن العربية في تلك الفترة من النواحي الادبية والثقافية والدينية وحتى السياسيه وكذلك لتسليط الضوء على الشخصيات الادبية والاعلامية التي لعبت دورا بارزا بدء من الشاعر الكبير ابراهيم طوقان اول مدير للقسم العربي وعدد من زملائه . واشار المخرج الى انه بدأ البحث والتصوير قبل اربع سنوات ومن المؤسف والمحزن ان عددا ممن شاركوا كضيوف في الفيلم قد انتقلوا الى الرفيق الاعلى قبل ان يشاهدوا عرض الفيلم مثل المذيعة فاطة البديري و ابراهيم قندلفت . ودعا دزدار الى ضرورة التوثيق لتاريخنا ما قبل النكبة لانه بات يشكل حالة من السباق مع الزمن
البداية والنهاية ..
ويستعرض الفيلم في حوالي ساعة ونصف الساعة بداية ونهاية تأسيس الاذاعة الفلسطينية بين الاعوام 1936- 1948 وكيف استثمر الفلسطينيون والعرب الذين تعاقبوا على الاذاعة سواء ابراهيم طوقان او عجاج نويهض او عزمي النشاشيبي هذا المنبر لبث الروح الوطنية والقومية والتنبه للخطر الذي تشكله الهجرة اليهودية المتصاعدة الى فلسطيبن والغضب الذي كانت تثيره برامجها الوطنية في نفوس المجموعات الصهيونية في فلسطين. وغطى الفيلم الجانب الزمني السياسي واهم الاحداث والمحطات التاريخية لشعبنا الفلسطيني في تلك السنوات الساخنة الفائرة بالاحداث الجسام من اضراب وثورة ال 36 بقيادة الثائر الكبير الحاج امين الحسيني وتتويج الامير عبدالله بن الحسين ملكا وقرار التقسيم واستشهاد القائد عبد القادر الحسيني ومجزرة دير ياسين .
وحظي الفيلم الذي ظهر فيه عدد من رجال الفكر والاعلام والثقافة الذين عملوا في هنا القدس من امثال حازم نسيبة وناصر الدين النشاشيبي الذي هتف بقصيدة شاعر فلسطين الاكبر عبد الكريم الكرمي ابو سلمى من على منبر الاذاعة- جبل المكبر لن تلين قناتنا حتى نحطم من فوقها الباستيلا ، وفاطمة البديري وجعفر ابراهيم طوقان وابراهيم قندلفت وهنرييت سكسك وربيحة دجاني باعجاب الحضور حيث علق المحامي جاد قضماني بانه فيلم مهم يوثق ويكشف عن حقائق تاريحية مدهشة تجسد حقيقة شعبنا الفلسطيني صاحب الجذور الحضارية منذ زمن طويل وهو يوثق تاريخ فلسطبن المشرف في العطاء الانساني من خلال شهادات حية ودقيقة تعطي اهمية خاصة مستقبلية تستند على ارث قوي وارضية فلسطينية ماضوية صلبة يفتخر بها . وساهم د . جابي برامكي وريما ترزي وتانيا ناصر في اعادة تجسيد الكورال الفني الخاص باذاعة هنا القدس التي انطلقت من القدس ورام الله وتعرضت لهجمات العصابات اليهودية اكثر من مرة والاستيلاء على الكثير من مقتنياتها وسقوط اول شهيد اعلامي فلسطيني المرحوم مهندس الصوت اديب منصور .
تكريم ..
وكان مسك الختام تكريم مقهى الكتاب الثقافي ونادي الصحافة لعدد من المشاركين في الفيلم بتقديم دروع لكل من حازم نسيبة واستلمه شقيقه محمد نسيبة ومدام هنرييت سكسك والمخرج رائد دزدار واشرف على عملية التكريم كل من محافظ القدس عدنان الحسيني والاب عطالله حنا ورانية الياس خوري وعماد منى والاعلامي محمد زحايكة رئيس نادي الصحافة المقدسي .