, اختصاصي الامراض الباطنية وامراض الجهاز الهضمي
رئيس رابطة الاطباء العرب في النقب
الجهاز الصحي في اسرائيل له ميزات وايجابيات كثيرة الا انه مصاب ببعض الامراض المزمنة على مدار السنوات الاخيرة والتي لا نلمس فيها تحسن. فترات انتظار طويلة للطبيب الاخصائي في بعض المجالات, الانتظار لأسابيع او اشهر لبعض الفحوصات وبعض العمليات الجراحية ما هي الا جزء بسيط مجمل مشاكل الجهاز الصحي ولكن لها علاقة مباشرة بموضوع اليوم الا وهو الرشاوي او الاكراميات في الجهاز الصحي. للأسف ان هذه الظاهرة موجودة في البلاد ومنذ سنوات طويلة ولكننا نعتبرها جديدة ودخيلة على مجتمعنا العربي بشكل عام والمجتمع النقباوي بشكل خاص. والحالة الاكثر انتشارا في هذا المجال ان يقوم المريض او عائلته بدفع مبلغ معين مقابل تبكير موعد فحص تشخيصي او عملية جراحية او موعد لطبيب اخصائي, وللأسف الطرف المقابل اما يكون طبيب او ممرض او من يعمل في الجهاز الصحي. وللأسف قد تصل المبالغ المدفوعة في بعض الاحيان الى عشرات الاف الشواكل.
نعم هو عمل غير اخلاقي بكل معنى الكلمة لأنه استغلال لظروف استثنائية يمر بها المريض وعائلته بحيث يكونون ممن يتمسك بأي شيء من اجل التماثل للشفاء, مثل هذه التصرفات تتنافى مع القيم الاسلامية والعربية بل تتنافى مع قيم جميع الاديان والاخلاقيات الاساسية الانسانية لأي مجتمع من اجل مصالح ضيقة. وطبعاً لا صلة لها بعادتنا كعرب بشكل عام والبدو بشكل خاص الذين يتفاخرون دائما بالشهامة وأغاثه اللهفان عبر العصور المختلفة.
مما لا اختلاف عليه هو ان مثل هذه الرشاوي هي غير قانونية ويحاسب عليها القانون.
نحن في رابطة الاطباء العرب في النقب لا يمكن الا ان نكون في الجانب الذي يحارب مثل هذه الظواهر الغريبة على مجتمعنا ودائما نكون مع الموقف الذي فيه فائدة ومصلحة المجتمع. نحن على يقين ان من يقوم بمثل هذه الاعمال ما هم الا قلة قليلة وان الجزء الاكبر من الزملاء الاطباء ومن يعمل في الجهاز الصحي انما يقومون بعملهم بإخلاص ويساعدون كل محتاج بقدر امكانياتهم واستطاعتهم.
من هنا نتوجه الى اطبائنا الافاضل وكل من يعمل في الجهاز الصحي بجزيل الشكر والامتنان على ما يقومون به من خدمة للمرضى بشكل عام لأن رسالتنا هي انسانية, نحن نعمل على انقاذ حياة الناس ونعمل على تحسين جودة حياتهم. نبقى جميعاً بشر ونحتاج الى دخل شهري للعيش بكرامة ولكن لا بد ان نكون حذرين ولا ننجر وراء الماديات التي لا تدوم وبناء عليه فلا بد من استئصال مثل هذه الظواهر وهذه وظيفة كل طبيب وممرض وكل من يعمل في الجهاز الصحي.
وبالمقابل نتوجه الى اهلنا الافاضل في المجتمع انه في نهاية المطاف انتم من يستطيع ان ينهي مثل هذه الظواهر وبشكل جذري, عدم التعاون في مثل هذه المواقف تفهم الجميع ان لا مكان لها في مجتمعنا وبالمقابل لا بد ان نكون اكثر فعالية بخصوص حقوقنا من صناديق المرضى والمطالبة بأن تكون هنالك خدمات افضل بطرق مختلفة.