ابدأ مقالي بمثال ..في السبعينات صدر كتاب فلسفي باسم "عودة الوعي"..بعد سنوات قليله صدر رد عليه بعنوان "الوعي المفقود"..ولا يزال النقاش قائما هول مسألة الوعي.
أم الفحم،بلدي ،واعرفها...بلد الشهامة والكفاح والصمود ،بلد الإنتماء الوطني بكل أطيافه،بلد الازدهار والتطور في شتى المجالات....
المرأة والطالبة والعاملة الفحماوية..قمة في الوعي والإجتهاد والشراكة في التنمية المجتمعية. وهن رمز العفاف والشرف والعقلانية في كل زمان ومكان..
بلدي تقاوم محاولات عزلها ووصمها بالسلبية وتقوم محاولات تهميشها اجتماعيا وسياسيا.
وليس صدفه ان ام الفحم مستهدفه اعلاميا...
لا يمكن لأي وسيلة اعلامية او فنية المس او النيل او الانتقاص من الفحماويين والفحماويات..لا بكتابة ولا بفيلم ولا بإقحامهم في نقاش مقيت لا فائدة منه..
الفحماويون والفحماويات لا يحتاجون لان يدافعون عن انفسهم..التاريخ يشهد لوقفتنهم وانجازاتهم الجبارة.ام الفحم الاسم الحركي لفلسطين حقيقة ساطعة.
فيلم بر وبحر،عمل روائي يحكي عن قضايا كثيرة ومركبة لما يواجه الفتاة العربية من تحديات في مجتمع مدني انتقلت اليه للتعليم او العمل...ولا علاقه للممثلين والممثلات في اشخاص او مكان او احداث في الواقع...وربما هو من نسج الخيال الروائي المثير الباحث عن الشهرة اكثر بكثير من تقديم حلول ورسائل اجتماعية.
المخرجة او كاتب - كاتبة السيناريو اختارت اسم ام الفحم اما صدفه للتنوع او قصدا...وطبيعي ان يحتج الفحماويون في ربط اسم بلدهم بسللوكيات مرفوضه تظهر في الفيلم.
يبقى الفيلم فيلما- -فني في اطار حرية التعبير والابداع، وهذا موضوع واسع جدا للحوار....لكن نجاحه سيظل منقوصا كونه زج ام الفحم المستهدفة اعلاميا واظهرها بعكس حقيقتها.
لا اعتقد ان جهازا اعلاميا او سياسيا مخابراتيا وراء الفيلم.
ولا اعتقد ان الفيلم هدف لضرب ام الفحم او عرض الفتيات العربيات في صورة "تافهة".للفيلم رسالة سعت اليها المخرجة قد تكون رسالة وطنية وإيجابية لكن "الفريمات" أجهضت تكامل الرسالة لعدم التكافؤ والتوفيق الحكيم بين المشاهد والرسالة.
انه عمل روائي...وربما خيالي. اخفق وفشل في بعض اجزائه وخصوصا الخادشة للحياء والمتطرفة وربما بمس اسم ام الفحم.
علينا كفحماويين التعقل والتعامل بالعقل لا بالعواطف. وانا ضد منعه واعلان الحرمان عليه،.. وتبقي حرية المشاهدة للفيلم حرية شخصيه وخيار شخصي.
كما ان المسبات والكلمات النابية التي ظهرت في الشبكة لا تليق بشبابنا ولا بأخلاقنا وهي مرفوضه قطعا.
الرد يمكن ان يكون بعمل سينمائي ضخم يحاكي الحقيقة التي نؤمن بها نحن والتي نعرفها نحن.
وكل نقاش اخر هو دعاية للفيلم.
وكل تهجم غير حواري متعقل هو مس لحرية التعبير وحرية الابداع.
ما بين "الوعي المفقود و عودة الوعي عشرات السنوات..والحوار لن يحل إلا بالحوار العقلاني والعلمي الحر.
وستبقى ام الفحم زينة البلدان.