تابع راديو الشمس

قصة أغنية أنا وليلى لكاظم الساهر

قصة أغنية أنا وليلى لكاظم الساهر

شارك المقال

محتويات المقال



قصة أغنية أنا وليلى

كان حسن المرواني شابا من أهالي الزعفرانية وهي منطقة من مناطق بغداد, وكان هذا الشاب شاباً رزنا خلوق ومن أسرة فقيرة. دخل كليه الآداب جامعة بغداد فتعلق قلبه بفتاة تسمى ليلى فأحببها وأحبته واتفقوا على الزواج بعد التخرج .وفي أخر سنه من العام الدراسي أتت ليلى ومعها خطيبها .. أنصدم حسن المرواني ومات قهرا .ثم ترك الدراسة لفترة زمنيه وفي يوم التخرج دخل حسن المرواني يرتدي الأسود. سلم على الأصدقاء وجلس معهم قليلا من الوقت . .

قبل ذلك بيومين قال حسن المرواني لصديقه أشرف الكاظمي انه كتب قصيدة لكن ليس بوسعه أن يقرأها فقال له اشرف سنرى عزيزي من الأعز من ذلك أن تقرأها أم تخسرني .. وبعد نصف ساعة من جلوس حسن المرواني على الطاولة مع أصدقاءه إلا وصوت ينادي .. ستسمعون الآن يا أخوان قصيدة من حسن المرواني.. فوقف حسن مندهش والأنظار تلتفت أليه

أجبرته تلك الأنظار على النهوض فمسك الميكروفون وقال: سألقي لكم قصيدتي الأخيرة في هذه المسيرة ... التفت ونظر إلى الحبيبة بنظرات محزنه وخطيبها يقف إلى جانبها وقال:

ماتت بمحراب عينيك ابتهالاتي واستسلمت لرياح اليأس راياتي

جفت على بابك الموصود أزمنتي وما أثمرت شيئا عباداتي

فبكت ليلى وذهبت وجلست في المقعد الأخير ودموعها تحرق وجنتيها ..فنظر أليها من جديد ونظرة سريعة إلى الخطيب وقال . .

عامان ما رفني لحن على وترا . . ولا استفاقت على نور سماواتي .

أعتق الحب في قلبي و أعصره . . . فأرشف الهم فأرشف الهم في مغبر كاساتي . .

قالت يكفي يا مرواني أرجوك.. ضعف مرواني وأراد أن يترك الميكرفون إلا أن اشرف قد صرخ أكمل ..

نزلت أول دمعة من دموع حسن المرواني وابتدأت عينه بالاحمرار . .

وقال . .

ممزق أنا . .لا جاه ولا ترف .. يغريك فيا . .فخليني لآهاتي . .

لو تعصرين سنين العمر أكملها .. لسال منها .. نزيف من جراحاتي ..

فأشار أليها بأصبع الشهادة بكل حرارة .. وقال

لو كنت ذا ترف ما كنت رافضتا حبي . . ولكن عسر الحال .. فقر الحال .. ضعف الحال مأساتي

عانيت عانيت ... لا حزني أبوح به ولستي تدرين شيء عن معاناتي . .

أمشي و أضحك .. يا ليلى مكابرةً . . علي اخبي عن الناس إحتضاراتي ..

لا الناس تعرف ما أمري فتعذره ولا سبيل لديهم في مواساتي . . .

يرسو بجفني حرمان يمص دمي .. ويستبيح إذا شاء ابتساماتي . .

معذورة أنتي إن أجهضتي لي أملي .. لا الذنب ذنبك .. بل كانت حماقاتي .

أضعت في عرب الصحراء قافلتي وجأت ابحث في عينيك عن ذاتي . .

وجأت أحضانك الخضراء ممتشيا كالطفل أحمل أحلامي البريئاتي . . .

غرستي كفك تجتثين أوردتي . . وتسحقين بلا رفق بلا رفق مسراتي . .

فبكى أشرف . . . وقبل حسن . . وقال أكمل

فقال وا غربتاه مضاع هاجرت مدني عني .. وما أبحرت منها شراعاتي ...

وصرخ نفيت و استوطن الأغراب في بلدي ودمروا كل أشيائي الحبيبات . .

فكل من كان موجود بالقاعة قد بكى على الكلمات وعلى شكله . .

فلتفت عليها وقال .. خانتك عيناك .. في زيف وفي كذب . .

ولتفت على خطيبها وقال .. أم غرك البهرج الخداع ..

مولاتي . . .

فراشة جئت ألقي كحل أجنحتي لديك فاحترقت ظلما جناحاتي . .

أصيح والسيف مزروع بخاصرتي و الغدر حطم آمالي العريضات

وقالت وهي فائضة بالدموع .يكفي أرجوك حسن أرغموني على ذلك لأنه ابن عمي

فصرخ ..وأنتي أيضا ألا تبت يداك .. إذ أثرتي قتلى و استعذبت أناتي ..

مللي بحذف أسمك الشفاف من لغتي أذا ستمسي بلا ليلى . . 


ليلى . . فلتفتت .. وقال . . حكاياتي . . فترك الميكرفون وأحتضنه أشرف . .

وقبله وقال له . . يا ويلي . .

قد أدمع عين الناظرين أليه .. ودمج الأذنين مع البكاء

وخرج وبعد خمس دقائق أغمى على ليلى .

ونقلوها للمشفى .. ورجعت بحالة جيدة .

ولكن كان لها أب قاسيا جدا .. وخطبها لأبن العم ..

فذهب ابن العم لحسن المرواني وهو يبكي وقال .

أنا أسف ما كنت اعلم بهذا والله ..

فقال أتركها الآن وتعودون .. فقال مروان لا أريد سوى وصية .. قال له تفضل .. قال أن تحميها .. وتحبها كالحب الذي كان ..

ورحل حسن المرواني وسافر الى الإمارات .. وبقى هناك أكثر من 16 عام .. 



واليكم القصيدة كاملة 

يا ليلى كثيرا ما يسألوني ما دامت قد رفضتك

لماذا لا تبحث عن واحدة أخرى؟؟

أتدرين ما كنت أقول لهم ؟!!

لا بأس أن أشنق مرتين

لا بأس أن أموت مرتين

ولكني وبكل ما يجيده الأطفال من إصرار

أرفض أن أحب مرتين

دع عنك لومي وأعزف عن ملاماتي

إني هويت سريعا ًمن معاناتي

ديني الغرام ودار العشق مملكتي

قيس أنا وكتاب العشق توراتي

ما حرم الله حباً في شريعته

بل بارك الله أحلامي البريئاتِ

أنا لمن طينة والله أودعها

روحا ترف بها روح المناجاتي

دع العقاب ولا تعذل بفاتنة ٍ

ما كان قلبي نحيت في حجاراتي

إني بغير الهوى أخشاب يابسةٍ

إني بغير الهوى أشباه أمواتـي

يا للتعاسه من دعوى مدينتنا

فيها يعد الهوى كبر الخطيئات

نبض القلوب مورق عند قداستها

تسمع أحاديث الخرافات

عبارة علقت في كل منعطف

أعوذ بالله من تلك الحماقات

عشق البنات حرام في مدينتنا

عشق البنات طريق للغوايات

إياك أن تلتقي يوما ًبامرأة

إياك إياك أن تغزي الحبيباتِ

إن الصبابة عار في مدينتنا

فكيف لو كان حبي للأميراتِ

سمراء ما حزني عمر أبدده

ولكن عاشقا ً والحب مأساة

الصبح الى الأزهار قبلته

والعلقم المـُر قد أمسى بكاساتي

يا قبلة الحب يا من حيث أنشدها

شعرا ً لعل الهوى يشفي جراحاتي

دوت أزهر الروح وهي يابسة

ماتت أغاني الهوى ماتت حكاياتي

ماتت بمحراب عينيك إبتهالاتي

وأستسلمت لرياح اليأس راياتي

جفت على بابك الموصود أزمنتي

وما أثمرت شيئا عباداتي

أنا الذي ضاع لي عامان من عمري

وباركت وهمي وصدقت إفتراضاتي

عامان ما رق لي لحن على وتـر

ولا أستفاقت على نور سماواتي

أعتق الحب في قلبي وأعصره

فأرشف الهم في مغبر كاساتي

وأودع الورد أتعابي وأزرعه

فيورق الشوك وينمو في حشاشاتي

لو صافح الظل أوراقي الحزينات

ما مضر لو أن منك جاء شيئا

تحقد تنتفض الآمي المريرات

سنين تسع مضت والأحزان تسحقني

ومت حتى تناستني حبابات

تسع على مركب الأشواق في سفر

والريح تعصف في عنف شراعات

طال إنتظاري متى كركوك تفتح لي

دربا ً إليها فأطفأ نار آهات ِ

متى سأجر إلى كركوك قافلتي؟

متى ترفرف يا عشاق راياتي؟

غدا سأذبح أحزاني وأدفنها

غدا سأطلق أنغامي الضحوكات

ولكن ولكن للعشاق قاتلتي

إذ أعقب فرحتي شلال حيراتي

فعدت أحمل نعش الحب مكتئبا

أمضي البوادي وأسفاري قصيرات

ممزق أنا لا جاه ولا تـرف

يغريك في فخليني لآهاتي

لو تعصرين سنين العمر أكملها

لسال منها نزيف من جراحاتي

كل القناديل عذب نورها وأن تظل

تشكو نضوب الزيت مشكاتي

لو كنت ذا ترف ما كنت رافضه

حبي ولكن عسر الحال مأساتي

فليمضغ اليأس آمالي التي يبست

وليغرق الموج يا ليلى بضاعاتي

عانيت لا حزني أبوح بـه

ولست تدرين شيئا عن معاناتي

أمشي وأضحك يا ليلى مكابرة

علي اخبي عن الناس إحتضاراتي

لا الناس تعرف ما خطبي فتعذرني

ولا سبيل لديهم في مواساتي

لاموا افتتاني بزرقاء العيون ولو

رأوا جمال عينيك ما لاموا افتتاني

لو لم يكن أجمل الألوان أزرقها

ما أختاره الله لونا للسماوات

يرسوا بجفني حرمان يمص دمي

ويستبيح إذا شاء ابتساماتي

عندي أحاديث حزن كيف أبوح بها؟!!!

تضيق ذرعا بي أو في عباراتي

ينـز من صرختي الذل فسألـه

لمن أبت ؟ تباريج المريضات

معذوره أنت إن أجهضت لي أملي

لا الذنب ذنبك بل كانت حماقاتي

أضعت في عرض الصحراء قافلتي

فمضيت أبحث في عينيك عن ذاتي

وجئت أحضانك الخضراء منتشيا

كالطفل أحمل أحلامي البريئات

أتيت أحمل في كفي أغنية

أصبرها كلما طالت مسافاتي

حتى إذا انبلجت عيناك في الأفق

وطرز الفجر أيامي الكئيبات

غرست كفك تجتثين أوردتي

وتسحقين بلا رفق مسراتي

وغربتاه مضاع هاجرت سفني عني

وما أبحرت منها شراعاتي

نفيت وأستوطن الأغراب في بلدي

ومزقوا كل أشيائي الحبيبات

خانتك عيناك في زيف وفي كذب

أم غرك البُهرج ُالخداع مولاتي

توغلي يا رماح الحقد في جسدي

ومزقي ما تبقى من حشاشاتي

فراشة جئت القي كحل أجنحتي

لديك فاحترقت ظلما ًجناحاتي

أصيح والسيف مزروع في خاصرتي

والقدر حطم آمالي العريضات

هل ينمحي طيفك السحري من خلدي؟

وهل ستشرف عن الصبح وجناتي

ها أنت أيضا كيف السبيل الى أهلي

ودونهم قفر المنارات

كتبت في كوكب المريخ لافتةً

أشكو بها الطائر المحزون آهاتي

وأنت أيضا ألا تبت يـداك ِ

إذا آثرت قتلي واستعذبت أناتي

من لي بحذف أسمك الشفاف من لغتي

إذا ً ستمسي بلا ليلى حكاياتي


phone Icon

احصل على تطبيق اذاعة الشمس وكن على
إطلاع دائم بالأخبار أولاً بأول