نظرة عامة
يَبدأ سرطان المعدة من الخلايا المنتجة للمخاط التي تُبطن جدار المعدة. يُطلق على هذا النوع من السرطان الغدّي.
وخلال العقود السابقة، تراجعت معدلات الإصابة بسرطان الجزء الرئيسي من المعدة (جسد المعدة) في كل أنحاء العالم. وفي نفس الفترة، أصبح سرطان الجزء العلوي من المعدة (فؤاد المعدة) الذي يَتصل بالجزء السفلي من قناة البلع (المريء) أكثر انتشارًا. يُسمى هذا الجزء من المعدة بالموصل المعدي المريئي.
الأعراض
علامات وأعراض الإصابة بسرطان الموصل المعدي المريئي وسرطان المعدة يمكن أن تشمل ما يلي:
- التعب
- الشعور بالانتفاخ بعد تناول الطعام
- الشعور بالامتلاء بعد تناول كميات صغيرة من الطعام
- الشعور بحرقة الفؤاد الشديدة والدائمة
- الإصابة بعسر هضم شديد ودائم
- الشعور بغثيان دائم ودون سبب واضح
- ألمًا بالمعدة
- القيء المستمر
- فقدان الوزن غير المقصود
متى تزور الطبيب؟
إذا كانت لديك علامات وأعراض تقلقك، فحدد موعدًا مع طبيبك المعالج. وعلى الأرجح سيقوم طبيبك بالبحث في الأسباب الأكثر شيوعًا لظهور هذه العلامات والأعراض أولاً.
الأسباب
- المعدة وصِمامُ البَوَّاب
بشكل عام، يبدأ السرطان عندما يحدث خطأ (طفرة) في الحمض النووي للخلية. تتسبب الطفرة في نمو الخلايا وانقسامها بسرعة ومواصلتها للعيش في حين تموت الخلايا الطبيعية. تكوّن الخلايا السرطانية المتراكمة ورمًا يمكنه التفشي إلى التشريحات المجاورة. ويمكن أن تنفصل الخلايا السرطانية عن الورم لتنتشر في الجسم بأكمله.
إن الإصابة بسرطان الموصل المعدي المريئي مرتبطة بالإصابة بمرض الارتجاع المعدي المريئي (GERD) ومرتبطة، بدرجة أقل، بالبدانة والتدخين. الارتجاع المعدي المريئي هو مرض ينتج عن تكرار رجوع حمض المعدة إلى المريء.
توجد علاقة قوية بين نظام غذائي غني بالأطعمة المملحة والمدخنة وسرطان المعدة الموجود في الجزء الرئيسي من المعدة. مع زيادة استخدام الثلاجات لحفظ الأطعمة حول العالم، انخفضت معدلات سرطان المعدة.
عوامل الخطر
إن عامل الخطورة الأهم في الإصابة بسرطان الموصل المَعِدي المريئي هو وجود تاريخ مَرَضي من الإصابة بارتجاع المريء والسُمنة.
وتشمل العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان المعدة الذي يحدث في جسم المعدة:
- اتباع نظام غذائي يعتمد على الكثير من الأطعمة المملحة والمدخنة
- اتباع نظام غذائي به نِسب قليلة من الفاكهة والخضروات.
- وجود تاريخ عائلي للإصابة بسرطان المعدة
- الإصابة بالملوية البوابية
- الْتهابات في المعدة طويلة المدى
- فقر الدم الخبيث
- التدخين
- سلائل المعدة
الوقاية
أسباب سرطان الموصل المعدي المريئي أو سرطان المعدة غير واضحة، لذلك لا توجد طريقة للوقاية منهما. ولكن يمكنك اتخاذ خطوات لتقليل خطر الإصابة بسرطان الموصل المعدي المريئي وسرطان المعدة من خلال إدخال بعض التغييرات البسيطة في حياتك اليومية. فعلى سبيل المثال، يمكنك تجريب:
- التمارين. ترتبط ممارسة التمارين الرياضية بانتظام بانخفاض خطر الإصابة بسرطان المعدة. حاول ممارسة الأنشطة البدنية في النهار في معظم أيام الأسبوع.
- تناول المزيد من الفاكهة والخضروات. حاول تضمين المزيد من الفواكه والخضراوات في نظامك الغذائي اليومي. اختر نظامًا غذائيًا غنيًا بمجموعة متنوعة من الفواكه والخضراوات الملونة.
- قلل من تناول الأطعمة المدخنة والمالحة. احمِ معدتك من خلال الحد من هذه الأطعمة.
- الإقلاع عن التدخين. إذا كنت تدخن، فأقلع عن التدخين. إذا كنت لا تُدخن، فلا تشرع بالتدخين. يزيد التدخين من خطر الإصابة بسرطان المعدة فضلاً عن عدة أنواع أخرى من السرطان. قد يكون الإقلاع عن التدخين أمرًا في غاية الصعوبة، لذا اطلب من الطبيب مساعدتك.
- اسأل طبيبك عن خطر الإصابة بسرطان الموصل المعدي المريئي أو سرطان المعدة. تحدث مع طبيبك إذا كنت تعاني خطرًا متزايدًا للإصابة بسرطان الموصل المعدي المريئي أو سرطان المعدة. وفكرا معًا في إجراء التنظير الداخلي الدوري للبحث عن علامات سرطان المعدة.
التشخيص
وتشمل الاختبارات والإجراءات المستخدمة لتشخيص سرطان الموصل المعدي المريئي وسرطان المعدة
- كاميرا دقيقة لرؤية ما بداخل معدتك (التنظير العلوي): أنبوبًا صغيرًا يحتوي على كاميرا دقيقة يمر عبر حلقك وإلى داخل معدتك. يمكن لطبيبك البحث عن علامات للسرطان. إذا وجدت أي مناطق مريبة يمكن جمع قطعة من النسيج للتحليل (خزعة).
- اختبارات التصوير: تستخدم الاختبارات التصويرية للبحث عن سرطان المعدة بما في ذلك الفحص بالتصوير المقطعي المحوسب (CT) ونوع خاص من فحص الأشعة السينية والذي يسمى أحيانًا ابتلاع الباريوم.
تحديد مدى (مرحلة) السرطان المعدي المريئي أو سرطان المعدة
تساعد مرحلة سرطان المعدة طبيبك في تحديد العلاجات التي قد تكون أفضل بالنسبة لك. وتشمل الاختبارات والإجراءات المستخدمة لتحديد مرحلة السرطان ما يلي:
- اختبارات التصوير. يمكن أن تشمل الاختبارات، التصوير المقطعي المحوسب والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET).
- الجراحة الاستكشافية. قد يوصي طبيبك بإجراء عملية جراحية للبحث عن دلائل تشير إلى أن السرطان قد انتشر خارج المريء أو المعدة، وداخل صدرك أو بطنك. عادة ما تتم الجراحة الاستكشافية بمنظار البطن. هذا يعني أن الجراح يحدث العديد من الشقوق الصغيرة في البطن ويدخل الكاميرا الخاصة التي تنقل الصور إلى جهاز عرض في غرفة العمليات.
قد يتم استخدام اختبارات تحديد المرحلة الأخرى، اعتمادًا على حالتك.
مراحل سرطان المعدة
تَنقسم مراحل السرطان الغدي (سرطان الغشاء المخاطي المريئي والمعدي) إلى:
- المرحلة الأولى. في هذه المرحلة، تَقتصر الإصابة بالورم على الطبقة العلوية من النسيج الداخلي المبطن للمريء أو المعدة. يمكن أيضًا انتشار خلايا السرطان في عدد محدود من الغدد الليمفاوية القريبة.
- المرحلة الثانية. يَنتشر السرطان في هذه المرحلة بشكل أعمق، وينمو داخل طبقة العضلات الأعمق في جدار المعدة أو المريء. يُمكن أيضًا انتشار خلايا السرطان في كثير من الغدد الليمفاوية.
- المرحلة الثالثة. في هذه المرحلة، يَنتشر نمو السرطان خلال جميع طبقات المريء أو المعدة وفي الأجزاء المجاورة. أو قد يكون سرطانًا أصغر حجمًا انتشر بشكل أوسع نطاقًا في الغدد الليمفاوية.
- المرحلة الرابعة. تُشير هذه المرحلة إلى انتشار السرطان إلى مناطق بعيدة في جسمك.
فيديو: الفحص بالمنظار الداخلي للمعدة
العلاج
تعتمِد خيارات علاج سرطان المُوصِّل المَعِدي المرِّيئي أو سرطان المعِدة على مرحلة السرطان وصِحتِك العامَّة وتفضيلاتك.
الجراحة
يتطلب علاج سرطان الموصل المعدي المريئي الذي لم ينتشر إجراء جراحة لإزالة جزء من المريء أو المعدة المصابة بالورم. الهدف من الجراحة هو إزالة الورم كله وجزء من النسيج السليم، إذا أمكن. وعادةً ما يتم إزالة الأجزاء القريبة من الغدد اللمفاوية أيضًا.
الهدف من جراحة السرطان في المعدة أيضًا هو إزالة سرطان المعدة كله وجزء من النسيج السليم، إذا أمكن. تشمل الخيارات:
- إزالة الأورام في مرحلة مبكرة من بطانة المعدة. يمكن إزالة الأورام السرطانية الصغيرة المحصورة داخل بطانة المعدة باستخدام التنظير في إجراء يسمى قطع المخاطية بالتنظير. التنظير الداخلي هو أنبوب خفيف مزود بكاميرا يمر أسفل حلقك مرورًا إلى معدتك. يستخدم الطبيب أدوات خاصة لإزالة السرطان وجزء من النسيج السليم من بطانة المعدة.
- إزالة جزء من المعدة (استئصال المعدة دون التام). أثناء استئصال المعدة دون التام، يزيل الجراح فقط الجزء المصاب بالسرطان من المعدة.
- إزالة المعدة بأكملها (استئصال المعدة التام). يتضمن استئصال المعدة التام إزالة المعدة بأكملها وبعضًا من النسيج المحيط بها. يتم حينها توصيل المريء بالأمعاء الدقيقة مباشرةً للسماح للطعام بالانتقال عبر جهازك الهضمي.
- إزالة الغدد اللمفاوية للبحث عن السرطان. يقوم الجراحون بفحص وإزالة الغدد اللمفاوية في بطنك للبحث عن الخلايا السرطانية.
- إجراء جراحة للتخفيف من العلامات والأعراض. يمكن أن تؤدي إزالة جزء من المعدة إلى تخفيف علامات وأعراض الورم النامي في الأشخاص المصابين بمرحلة متقدمة من سرطان المعدة. في هذه الحالة، لا يمكن أن تشفي الجراحة سرطان المعدة المتقدم، لكن يمكنها أن تجعلك مرتاحًا بشكل أكبر.
تنطوي الجراحة على خطر النزيف والعدوى. في حالة إزالة جزء من المعدة أو إزالتها كلها، فقد تواجه مشاكل بالهضم.
العلاج الإشعاعي
يستخدم العلاج الإشعاعي حزمًا قوية جدًا من الطاقة، مثل الأشعة السينية والبروتونات، لقتل الخلايا السرطانية. تنبعث أشعة الطاقة من جهاز يتحرك من حولك بينما أنت مستلقٍ على طاولة.
يمكن استخدام العلاج الإشعاعي قبل الجراحة (العلاج المبدئي المساعد الإشعاعي) لعلاج سرطان الموصل المعدي المريئي، وكذلك في سرطان المعدة، لتقليص الورم كي تتم إزالته بشكل أسهل. كما يمكن أيضًا استخدام العلاج الإشعاعي بعد الجراحة (العلاج المساعد الإشعاعي) لقتل أي خلايا سرطان قد تبقى في المنطقة المحيطة بالمريء أو المعدة.
يتم إجراء العلاج الإشعاعي والكيميائي في نفس الوقت (العلاج الكيميائي الإشعاعي) في حالات سرطان الموصل المعدي المريئي، وذلك قبل الجراحة في أغلب الأحيان.
قد يسبب العلاج الإشعاعي للمعدة إسهالاً وعسر هضم وغثيانًا وقيئًا. يمكن أن يسبب العلاج بالإشعاع للمريء ألمًا وصعوبةً في البلع. لتجنب هذه الآثار الجانبية، قد ينصحك الطبيب بتركيب أنبوب تغذية في المعدة يدخل من خلال شق صغير في البطن حتى يُشفى المريء.
في حالات السرطان المتقدمة، قد يُستخدم العلاج الإشعاعي لتخفيف الآثار الجانبية الناجمة عن وجود ورم كبير.
العلاج الكيميائي
العلاج الكيميائي هو علاج بأدوية تستخدم المواد الكيميائية لقتل الخلايا السرطانية. تنتقل أدوية العلاج الكيميائي في جميع أنحاء الجسم لقتل خلايا السرطان التي قد تنتشر بأماكن أخرى غير المعدة.
يمكن أن يُعطى العلاج الكيميائي قبل الجراحة (العلاج الكيميائي المبدئي المساعد) للمساعدة في تقليص حجم الورم، بحيث يمكن إزالته بشكل أكثر سهولة. كما يُستخدم العلاج الكيميائي بعد الجراحة (العلاج الكيميائي المساعد) لقتل أي خلايا سرطانية متبقية في الجسم. غالبًا ما يُستخدم العلاج الكيميائي مع العلاج الإشعاعي. قد يستخدم العلاج الكيميائي بمفرده في حالات الأفراد المصابين بسرطان المعدة في مرحلة متقدمة للمساعدة في تخفيف العلامات والأعراض.
تعتمد الآثار الجانبية للعلاج الكيميائي على الأدوية المستخدمة.
العقاقير الموجهة
يستخدم العلاج الموجه أدوية تهاجم تشوهات محددة داخل خلايا السرطان أو توجه جهاز المناعة لقتل خلايا السرطان (العلاج المناعي). وتتضمن أدوية العلاج الموجه المستخدمة لعلاج سرطان المعدة ما يلي:
- ترازتوزوماب (هيرسيبتين Herceptin) لعلاج خلايا سرطان المعدة التي تنتج عددًا كبيرًا من جين HER2
- راموسيروماب (سيرامزا Cyramza) لعلاج المرحلة المتقدمة من سرطان المعدة الذي لا يستجيب لعلاجات أخرى
- إيماتينيب (جليفيك Gleevec) لعلاج نوع نادر من سرطان المعدة يسمى ورم اللحمة المعديّة المعويّة
- سونيتينيب (سوتنت Sutent) لعلاج أورام اللحمة المعديّة المعويّة
- ريجورافينيب (ستيفارجا Stivarga) لعلاج أورام اللحمة المعديّة المعويّة
تتم دراسة عدد من أدوية العلاج الموجه لعلاج سرطان الموصل المعدي المريئي، ولكن لم تتم الموافقة إلا على دواءين — راموسيروماب وترازتوزوماب — لهذا الاستخدام.
غالبًا ما تُستخدم أدوية العلاج الموجه مع أدوية العلاج الكيميائي القياسي. يمكن أن تكشف اختبارات خلايا السرطان لطبيبك عما إذا كان من المرجح أن تنجح هذه العلاجات في امتثالك للشفاء.
الرعاية الداعمة (التلطيفية)
الرعاية التلطيفية هي الرعاية الطبية المتخصصة التي تركز على توفير تخفيف الألم والأعراض الأخرى لمرض خطير. یعمل أخصائيو الرعایة التلطيفية معك ومع عائلتك وأطبائك الآخرین لتقدیم مستوى إضافي من الدعم لتکملة رعایتك المستمرة. يمكن اللجوء إلى الرعاية التلطيفية خلال فترة الخضوع لعلاجات عنيفة، مثل الجراحة والعلاج الكيميائي أو العلاج الإشعاعي.
عندما يتم استخدام الرعاية التلطيفية جنبًا إلى جنب مع جميع العلاجات المناسبة الأخرى، قد يشعر الأشخاص المصابون بالسرطان بتحسن ويعيشون لفترة أطول.
يتم توفير الرعاية التلطيفية من قبل فريق من الأطباء والممرضين وغيرهم من المهنيين المدربين تدريبًا خاصًا. وتهدف فرق الرعاية التلطيفية إلى تحسين نوعية الحياة للأشخاص المصابين بالسرطان وأسرهم. يُقدم هذا النوع من الرعاية جنبًا إلى جنب مع المعالجة الشافية أو غيرها من العلاجات التي قد تتلقاها.
علاجات مستقبلية محتملة
يدرس الباحثون في جميع أنحاء العالم عددًا من الأدوية الجديدة التي تستغل قوة الجهاز المناعي للقضاء على السرطان — نهج يُسمى العلاج المناعي. تعمل هذه الأدوية بطرق معقدة لتحفيز الجهاز المناعي لمكافحة خلايا السرطان كأنها أجسام غريبة، مثل البكتيريا.
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.