تجددت الاشتباكات المتقطعة في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في مدينة صيدا بجنوب لبنان، حيث سمعت أصوات الأسلحة الرشاشة والقذائف والقصف الصاروخي ليل أمس الاثنين، وحتى صباح اليوم الثلاثاء.
أفادت وسائل إعلام لبنانية، بتجدد الاشتباكات في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، اليوم الثلاثاء، رغم دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.
وأفادت مصادر لبنانية، بأنه تم استخدام القذائف الصاروخية في الاشتباكات على محور البركسات حي الطوارئ في مخيم عين الحلوة في صيدا.
وجاء الاتفاق على وقف إطلاق النار، بعدما اجتمعت فصائل فلسطينية وأحزاب إسلامية ولبنانية، مساء الاثنين، لبحث أوضاع مخيم عين الحلوة، وسبل وقف إطلاق النار فيه، ووضع حد للاشتباكات التي دمرت المئات من المنازل وشردت الآلاف من العائلات، وفق بيان للنائب اللبناني أسامة سعد.
وأعلن سعد في البيان الذي أوردته وكالة الأنباء اللبنانية، التوصل إلى "تفاهم على تثبيت وقف إطلاق النار"، مضيفاً أنه "سيكون هناك عمل ميداني من قبل كل الفصائل من أجل تحقيق هذا الهدف بأسرع وقت ممكن وبشكل فوري".
ويأتي تجدد الاشتاباكات واشتداد حدّتها في مخيم عين الحلوة بالتزامن مع انتهاء اجتماع هيئة العمل الفلسطيني في مقرّ السفارة الفلسطينية في بيروت لبحث ما يجري في المخيم.
وأعلنت الهيئة رفع الغطاء عن مرتكبي عملية اغتيال قائد قوات الأمن الوطني في صيدا، مؤكّدةً أنّها "فعل إجرامي يخدم أجندات الاحتلال الصهيوني، واستهداف للكل الفلسطيني".
ودعت الهيئة إلى تثبيت وقف إطلاق النار وسحب المسلحين فوراً، معلنةً تشكيل لجنة ميدانية للتحقيق في جريمة الاغتيال.
كذلك، دانت الهيئة أعمال التحريض والتشويه كافة التي تستهدف الوجود الفلسطيني في لبنان، مشددةً على تمسّكها بالأمن والاستقرار وبالتنسيق مع الدولة اللبنانية بكلّ مؤسساتها الأمنية.
وكانت الاشتباكات قد اندلعت في المخيّم، بين "فتح" ومسلّحين متطرفين، بعد عملية اغتيال استهدفت مسؤولاً في إحدى التنظيمات، يدعى "أبو قتادة"، حيث أصيب بإطلاق نار مباشر.
بدورها، أكّدت فصائل المقاومة الفلسطينية رفضها الأحداث المؤسفة التي تجري في مخيم عين الحلوة من اقتتال داخلي.
وفي بيان أصدرته اليوم عقب اجتماعها الدوري، رأت الفصائل أنّ هذه "الأحداث المأساوية تخدم الاحتلال، وهي جزء من جهود أدوات الفتنة الداخلية والخارجية، التي تسعى لإثارة القلاقل والخلافات في المخيمات الفلسطينية، خاصةً في لبنان، لضرب قضية اللاجئين".
ودعت فصائل المقاومة أصحاب القرار إلى تحمّل مسؤولياتهم في رأب الصدع وتطويق الأزمة والاحتكام للحوار، "وتكريس الجهود لتصويب البندقية باتجاه الاحتلال".