خصصت الحكومة الإسرائيلية302 مليار شيكل من أجل تشديد قبضتها على القدس في إطار خطة خمسية، مؤكدة أنها ستغير وجه المدينة، فيما اعتبرت السلطة الفلسطينية ذلك خطة عنصرية استعمارية.
أقرّت الحكومة بالإجماع أمس الأحد وخلال جلستها الأسبوعية الخطة الخمسيّة لتطوير شرقيّ القدس، بقيمة ثلاثة مليارات ومائتيْ مليون شيكل، وقال وزير شؤون القدس والتراث مئير بوروش إنَّ "الخطة ترمي الى تقليص الفوارق الاجتماعية والاقتصادية والى التنمية الاقتصادية في شرقيّ العاصمة، وهي تستجيب لنحو عشرين قضيّة تتطلب اهتمامًا عاجلًا، خاصّة بما يتعلق بالتعليم والبنى التحتية".
وفيما يتعلق بتعزيز التعليم العالي في القدس، تقرر تشكيل لجنة "لمراقبة تحويل الأموال"، مؤلفة من مندوبي وزارة المالية ووزارة القدس و"تراث إسرائيل" وبلدية القدس، من أجل وضع "خطة لمنح المؤهلات المطلوبة لدمج عرب القدس الشرقية بالتشغيل بإنتاج مرتفع".
ووفقا للقرار بهذا الخصوص، فإنه يتوقع أن "تشمل الخطة مركبات لرقابة وضمان أجواء دراسية لائقة وعقد لقاء لائق ومحترم بين طلاب يهودي وعرب في إطار الحياة داخل الحرم الجامعي". ويصف ناشطون هذا البند بأنه يهدف إلى أسرلة المجتمع الفلسطيني في القدس.
وسيبلغ مبلغ الخطة الخمسية كلها 3.2 مليار شيكل، بينها 2.450 مليار شيكل من ميزانيات الوزارات، وحوالي 750 مليون شيكل من بلدية القدس وسلطة الابتكارات وشركة الكهرباء وغيرها. وجاءت ميزانية الخطة أكثر بحوالي مليار شيكل من ميزانية الخطة الخمسية السابقة للقدس المحتلة وكانت بمبلغ 2.1 مليار شيكل.
وحسب قرار الحكومة، تشمل الخطة الخمسية استثمارات في البنية التحتية والتعليم وتشجيع التشغيل والرفاه وجودة البيئة. والتزم الحكومة الإسرائيلية في هذه الخطة ببناء 2000 شقة للفلسطينيين في القدس سنويا.
"مخطط عنصري استعماري"
من جانبها اعترضت السلطة الفلسطينية على الخطة الإسرائيلية واعتبرتها خطة لتعميق تهويد القدس وتغيير معالمها في المجالات كافة، بما في ذلك الحد من النمو السكاني الطبيعي للمواطنين الفلسطينيين وفرض المناهج الإسرائيلية على المدارس وتعزيز الاستيطان.
وأكدت الخارجية الفلسطينية في بيان أن "هذه الخطة العنصرية تأتي في ظل استمرار حرب الاحتلال المفتوحة على القدس والوجود الفلسطيني فيها، ومحاولة أسرلتها وإغراقها بالاستيطان من الجهات كافة وعزلها تماماً عن محيطها الفلسطيني".
وأضاف البيان أن الخطة تكريس لضم القدس وحسم مستقبلها السياسي من جانب واحد وبقوة الاحتلال وبعيداً عن أي مفاوضات.
ويصرّ الفلسطينيون على أن القدس الشرقية هي عاصمة الدولة الفلسطينية المستقبلية، وأنها جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية المحتلة، أما إسرائيل فتقول إن القدس بشطريها الشرقي والغربي عاصمة لها.