توفي، أمس الجمعة فرناندو بوتيرو؛ الفنّان والرسّام والنحات الكولومبي الذي اشتهرَ في جميع أنحاء العالم بشخصيّاته الضخمة والسمينة، عن عمر يناهز 91 عاماً، وذلك في منزله بإمارة موناكو، حيث كان يتعافى بعد إصابته مؤخّراً بالتهاب رئوي، كما أكدت مصادر من عائلة الراحل بالعاصمة الكولومبية.
وُلد بوتيرو في مدينة ميديين الكولومبية عام 1932. مات والده عندما كان عمره أربع سنوات، وبذلت والدته جهداً كبيراً لتربيته مع أخوته الثلاث. درس في كولومبيا، بين ميديين وبوغوتا العاصمة، وتابعَ تخصّصه في "أكاديمية الفنون سان فيرناندو" في إسبانيا، قبل أن بدأ مسيرته الفنّية رسّاماً في جريدة "الكولومبيانو" في أواخر الأربعينيات.
أقام أوّل معرض له في سنّ الخامسة والعشرين في مدينته الأم. وفي عام 1953 وصل إلى فرنسا، حيث تعرّف على تيارات الفن الموجودة هناك، وبعدها سافر إلى إيطاليا والتحق بـ"أكاديمية سان ماركوس"، حيث تأثّر بالنماذج الجصّية واستفاد منها في أعماله.
غافل الفنان التشكيلي الكولومبي العالم عام 2006 بتحوّله عن موضوعاته المألوفة في رسم النساء السمينات والرجال والأطفال الضخام من الطبقات الاجتماعية المختلفة في أميركا اللاتينية إلى لوحات تُجسّد مأساة مشاهد التعذيب وأحداثها البشعة في "سجن أبو غريب" بالعراق.
وفي رسوماته الحاملة عنوان "لا تستح من الحقيقة"، مشاهد التعذيب بحقّ السجناء العراقيين في "سجن أبو غريب"، تحضر صرخة الإدانة بمشهدية درامية مؤثّرة وأشكالها المتوترة وألوانها الفاقعة وضخامة شخوصها.