الذهب.. زينة وخزينة…
هكذا وصف أجدادنا هذا المعدن النفيس… فهو زينة تتزين بها النساء، وهو خزينة تحمي ثروات البشر واستثماراتهم
وعلى ما يبدو، فإن هذا التوصيف لم يتغير منذ مئات، لا بل آلاف السنين، فما زال البشر يتعاملون مع هذا المعدن النفيس من باب كونه ضمانة مدخراتهم وثرواتهم.. وأكبر دليل على هذا هو الارتفاع الحاد في أسعار الذهب في الأشهر الأخيرة، فقد ارتفع منذ بداية هذه السنة بنحو 15%، وهو أمر غير مسبوق. ويحاول المحللون التوصل إلى مسببات هذا الارتفاع الحاد، وكان أحد الاقتراحات هو أن المستثمرين الصغار في الصين هم السبب وراء هذا الارتفاع الحاد.
وللحديث عن هذا الموضوع، كان لنا لقاء مع الخبير الاقتصادي د. ثابت أبو الروس.
وللحديث عن هذا المحور كان لنا لقاء مع أستاذ الاقتصاد د. ثابت أبو الروس الذي تحدث عن ارتفاع أسعار الذهب بشكل كبير، مشيرًا إلى الأسباب السياسية، حيث أن الصين تقوم بشكل كبير جدا بشراء الذهب من العالم، حيث يزداد الطلب الكبير على هذا المعدن النفيس، وأصبح بهذا الطلب أعلى من العرض بكثير.
وأشار أيضا د. أبو الروس، إلى التعقيدات السياسية في العالم ككل، مثل الحرب الروسية الأوكرانية، والحرب الاسرائيلية على غزة، جعلت المستثمرين يتجهون إلى الملاذات الآمنة، وعلى رأسها الذهب… مؤكدًّا أنه من غير الممكن اعتبار العملات الرقمية ملاذًا آمنا لفترات طويلة، بعكس الذهب، والتاريخ يثبت ذلك.
وقال د. أبو الروس، إن الناس تاريخيا ادخرت وحوّطت مدخراتها إما بشراء الذهب أو بشراء الأراضي، مشيرًا إلى أهمية الذهب بشكل عالمي، كزينة للأعراس في كافة أنحاء العالم، لذا فإن ارتفاع أسعار الذهب في العالم يزداد أيضًا خلال مواسم الأعراس.
وقال أبو الروس إن الذهب يشكل نقطة الارتكاز ونقطة التحوط، والتي بشكل واضح تسهم بحماية استثماراتنا.
وأشار أيضًا إلى ثبات الذهب في وجه كافة المتغيرات السياسية، لافتًا الانتباه إلى أن التصريحات السياسية في العالم تؤثر بشكل مباشر على كافة آفاق الاستثمار، عدا الذهب الذي لا يتأثر بالتصريحات.
وقال إن الوقت لا يزال ملائما للاستثمار بالذهب، رغم ارتفاعه الكبير، وذلك لأن كافة التحليلات تشير إلى استمرار الارتفاع.